تعريف الحديث الموضوع لغة واصطلاحا

تعريف الحديث الموضوع لغة واصطلاحا ؟

  • تعريف الحديث الموضوع لغة : عدة معان : ( الخفض - الإسقاط - الاختلاق - الافتراء )
  1. الخفض: فهو هنا بمعنى الخفض و الحط و منها تشتق كلمة وضيع .
  2.  الإسقاط: يقال: و ضع عنه الدين و الدم و جميع أنواع الجناية, يضعه و ضعا: أسقطه عنه.
  3.  الإختلاق:  يقال: وضع الشيء وضعا:اختلقه.
  4.  ومنها: الافتراء: قال ابن دحية:"وضع فلان على فلان كذا,أي:ألصقه به".

قال الحافظ ابن حجر:" و الأخير أليق بهذه الحيثية ".

  • تعريف الحديث الموضوع اصطلاحا : هو الكلام الذي اختلقه وافتراه واحد من الناس ونسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان عمدا أو خطأ .

وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية الحديث الموضوع بتعرفين نظرا لإختلاف العلماء في مفهوم الحديث الموضوع:

  1.  فعرفه أولا بقوله:" إن لفظ الموضوع قد يراد به المختلق المصنوع الذي يتعمد صاحبه الكذب " .
  2.  وعرفه ثانية بقوله:" ما يعلم انتفاء خبره إن كان صاحبه لم يتعمد الكذب بل أخطأ فيه ".

وقد خصه بعضهم بالكذب العمد على رسول الله صلى الله عليه و سلم كما قال السندي: " وهو أن يكذب الراوي في الحديث النبوي بأن يروي عنه صلى الله عليه و سلم ما لم يقله لفظا و لا معنى متعمدا لذالك ".

عوامل وضع الحديث:

  1.  مؤمرات أعداء الأسلام المستمرة والمستميته لهدم الإسلام وصد الناس عنه
  2.  أندلاع الفتنه بين المسلمين بعد مقتل الإمام عثمان بن عفان رضى الله عنه


أسباب وضع الحديث :

  1.  تحريف عقيدة المسلمين وتزييف تعاليم الأسلام
  2.  الأنتصار للبدع والأهواء
  3. التعصب المذهبى
  4.  ترغيب الناس فى فعل الطاعات وترهيبهم من فعل المعاصى
  5.  التزلف والتقرب إلى الأمراء والحكام
  6.  الرغبة فى الأرتزاق والتكسب
  7.  حب الوضاع للظهور والشهره
  8. الصراعات السياسيه

ما هي علامات الوضع ؟
يعرف الوضع بوجود علامات في السند أو في المتن :
(1) علامات الوضع في السند : يعرف الوضع في السند بعلامات عدة وهي :
1) أن يكون راويه كذابا معروفا بالكذب ولا يرويه ثقة غيره
1) أن يعترف واضعه بالوضع ، ويقرّ بذلك ، كحديث فضائل القرآن اعترف بوضعه ميسرة
2) ما يتنزل منزلة إقراره ، أو بإقراره حالا
قال الحافظ العراقي :"هو كأن يحدث بحديث عن شيخ ، ثم يُسأل عن مولده ، فيذكر تاريخا يعلم وفاة ذلك الشيخ قبله ، ولا يوجد ذلك الحديث إلا عنده ، فهذا لم يعترف بوضعه ، ولكن اعترافه بوقت مولده ، يتنزل منزلة إقراره بالوضع لأن ذلك الحديث لا يُعرف إلا برواية هذا الذي حدّث به"
4) وجود قرينة في الراوي تقوم مقام الوضع : من أمثلة ذلك ما أسنده الحاكم عن يوسف ابن عمر التميمي قال : كنت عند سعد بن طريف ، فجاء ابنه من الكتّاب يبكي ، فقال : مالك؟ قال : ضربني المعلم ، قال : لأخزينهم اليوم ، حدثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعا : معلموا صبيانكم شراركم ، أقلهم رحمة لليتيم وأغلظهم على المسكين " و مثل ذلك حديث "الهريسة تشدّ الظهر" فإنّ واضعه محمد بن الحجاج النّخعي كان يبيع الهريسة
(2) علامات الوضع في المتن :

1) ركاكة اللفظ : بحيث يُدرك العليم بأسرار البيان العربي أن مثل هذا اللفظ ركيك ، لا يصدر عن فصيح ولا بليغ ، فكيف بسيّد الفصحاء والبلغاء ? ومحل هذا إن وقع التصريح بأنه لفظ النبي ? ولم يروه بالمعنى
2) فساد المعنى :
1- بأن يكون الحديث مخالفا لبديهيات العقول من غير أن يمكن تأويله مثل ذلك حديث : "إنّ سفينة نوح طافت بالبيت سبعا وصلّت عند المقام ركعتين"
2- أو يكون مخالفا للقواعد العامة في الحكم والأخلاق مثل : "جور الترك ولا عدل العرب "
3- أو داعيا إلى الشهوة والمفسدة : مثل : "النظر إلى الوجه الحسن يجلي البصر "
4- أو مخالفا للحس والمشاهدة : مثل : "لا يولد بعد المائة مولود لله فيه حاجة"
5- أو مخالفا لقواعد الطب المتفق عليها : مثل : "الباذنجان شفاء من كل داء"
6- أو مخالفا لقطعيات التاريخ أو سنة الله في الكون والإنسان : مثل : حديث "عوج ابن عنق ، وأن طوله ثلاثة آلاف ذراع ، وأنّ نوحا لما خوّفه الغرق قال : احملني في قصعتك هذه -يعني السفينة- وأنّ الطوفان لم يصل إلى كعبه ، وأنه كان يُدخل يده في البحر فيلتقط السمكة من قاعة ويشويها قرب الشمس"
7- أو يكون مشتملا على سخافات وسماجات يُصان عنها العقلاء ، مثل :"الدين الأبيض حبيبي وحبيب حبيبي جبريل" ومثل :"اتخذوا الحمام المقاصيص فإنها تلهي الجن عن صبيانكم"
3) مخالفته لصريح القرآن بحيث لا يقبل التأويل مثل "ولد الزنا لا يدخل الجنة إلى سبعة أبناء" فإنه مخالف لقوله تعالى ?ولا تزر وازرة وزر أخرى?
4) مخالفته لصريح السنة المتواترة : مثل : "إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت به أم لم أحدّث" فإنه مخالف للحديث المتواتر :"من كذب عليذ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار "

5) أن يكون مخالفا للقواعد العامة المأخوذة من القرآن والسنة : مثل "من ولد له مولود فسماه محمدا كان هو ومولوده في الجنة" فإنه مخالف للمعلوم المقطوع به من أحكام القرآن والسنة ،من أن النجاة بالأعمال الصالحة لا بالأسماء والألقاب
ومنها أن يكون مخالفا للإجماع ، أو أن يكون موافقا لمذهب الراوي ، أو أن يتضمن الحديث أمرا من شأنه أن تتوفر الدواعي على نقله ثم لا يشتهر ولا يرويه إلا واحد ومنها اشتمال الحديث على إفراط في الثواب العظيم على الفعل الصغير والمبالغة في الوعيد الشديد على الأمر الحقير مثل :"من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أُعطي ثواب سبعين نبيا" ومثل : "من قال : لا إله إلا الله ، خلق الله تعالى له طائرا له سبعون ألف لسانا لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون له"
*ومنه من الأمور الكلية التي يعرف بها الحديث الموضوع :
1) أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء
2) أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق
3) أن يكون الحديث باطلا في نفسه ، فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول ?
4) مخالفة الحديث لصريح القرآن
5) سماجة الحديث وكونه يسخر منه ... وغير ذلك
ما هو حكمه ؟
أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مع بيان وصفه لحديث مسلم " من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين" والجمهور على أنّ تعمّد الكذب على رسول الله ? كبيرة ، وبالغ أبو محمد الجويني ?-والد إمام الحرمين- بقوله : إنها كفر