شرح ردغة الخبال

عن يحيى بن راشد قال:
( جلسنا لعبد الله بن عمر فخرج إلينا فجلس فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ).   .... أخرجه ابو داوود

عن عبد الله بن عمرو قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا وإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة قالوا يا رسول الله وما ردغة الخبال قال عصارة أهل النار ) ... أخرجه ابن ماجة .

( عن ابن عمر قال : ألا أخبركم بخمس سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى قال من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو مضاد الله في أمره ومن أعان على خصومة بغير حق فهو مستظل في سخط الله حتى يترك ومن قفا مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل النار ومن مات وعليه دين أخذ لصاحبه من حسناته لا دينار ثم ولا درهم وركعتا الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل ) ... رواه الامام أحمد في المسند

 

 وحديث حسان بن عطية [ من قَفا مؤمناً بما ليس فيه وَقَفَه اللّه في رّدْغَة الخَبال ] 

قوله ( من ردغة الخبال )

بفتح الخاء الفساد قال السيوطي ويكون في الأفعال والأبدان والعقول وقد جاء مفسرا في الحديث بعصارة أهل النار وهي صديدهم وظاهره أنه لا تقبل توبته في هذه المرة وقد جاء ذلك مصرحا أيضا وهو مشكل إلا أن يريد أنه لا يوفق للتوبة في هذه المرة في المرات الأول .

 

قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :

( ردغة الخبال ) بسكون الدال المهملة ويفتح والخبال بفتح الخاء المعجمة قال ابن الملك الردغة بسكون الدال وفتحها وأهل الحديث يروونه بالسكون لا غير وفي النهاية جاء تفسيرها في الحديث أنها عصارة أهل النار والردغة بسكون الدال وفتحها طين ووحل كثير والخبال في الأصل الفساد ويكون في الأفعال والأبدان والعقول اه قيل سمى به الصديد في الحديث لأنه من المواد الفاسدة وقيل الخبال موضع في جهنم مثل الحياض يجتمع فيه صديد أهل النار وعصارتهم حتى يخرج مما قال أي من عهدته باستيفاء عقوبته أو باستدراك شفاعته أو بإلحاق مغفرته قال القاضي وخروجه مما قال أن يتوب عنه ويستحل من المقول فيه

و جاء في عون المعبود شرح ردغة الخبال بما يلي :

( من حالت ) من الحيلولة أي حجبت ( شفاعته دون حد ) أي عنده والمعنى من منع بشفاعته حدا 
 قال الطيبي أي قدام حد فيحجز عن الحد بعد وجوبه عليه بأن بلغ الإمام ( فقد ضاد الله ) أي خالف أمره لأن أمره إقامة الحدود قاله القارىء 
 وقال في فتح الودود أي حاربه وسعى في ضد ما أمر الله به ( ومن خاصم ) أي جادل أحدا ( في باطل وهو يعلمه ) أي يعلم أنه باطل أو يعلم نفسه أنه على الباطل أو يعلم أن خصمه على الحق أو يعلم الباطل أي ضده الذي هو الحق ويصر عليه ( حتى ينزع عنه ) أي يترك وينتهي عن مخاصمته يقال نزع عن الأمر نزوعا إذا انتهى عنه ( ما ليس فيه ) أي من المساوىء ( ردغة الخبال ) قال في النهاية بفتح الراء وسكون الدال المهملة وفتحها هي طين ووحل كثير وجاء تفسيرها في الحديث أنها عصارة أهل النار 
 وقال في حرف الخاء الخبال في الأصل الفساد وجاء تفسيره في الحديث أن الخبال عصارة أهل النار 
 قلت فالإضافة في الحديث للبيان 
 وقال في فتح الودود قلت والأقرب أن يراد بالخبال العصارة والردغة الطين الحاصل باختلاط العصارة بالتراب انتهى ( حتى يخرج مما قال ) قال القاضي وخروجه مما قال أن يتوب عنه ويستحل من المقول فيه 
 وقال الأشرف ويجوز أن يكون المعنى أسكنه الله ردغة الخبال ما لم يخرج من إثم ما قال فإذا خرج من إثمه أي إذا استوفى عقوبة إثمه لم يسكنه الله ردغة الخبال بل ينجيه الله تعالى منه ويتركه 
 قال الطيبي حتى على ما ذهب إليه القاضي غاية فعل المغتاب فيكون في الدنيا فيجب التأويل في قوله أسكنه ردغة الخبال بسخطه وغضبه الذي هو سبب في إسكانه ردغة الخبال كذا في المرقاة 
 والحديث سكت عنه المنذري