أنا حنبلي ما حييت وإن أمت فوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا

#المدرسة_الحنبلية_العراقية

(توضيح قول أبي أسماعيل الهروي الحنبلي)

أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ... فوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا

هذا بيت انشده الإمام أبي أسماعيل الهروي الحنبلي على المنبر واصله في قصيدته في السنة والاعتقاد :

قال القاضي ابن ابي يعلى في طبقاته : أنشدنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد الأصفهاني قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلَى الهمذاني بها قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد الأنصاري الهروي الحنبلي شيخ الإسلام لنفسه من قصيدة لَهُ فِي السنة:
أنا حنبلي ما حييت فإن أمت ... فوصيتي ذاكم إلى إخواني
إذ دينه ديني وديني دينه ... ما كنت إمعة لَهُ دينان

وقال ابن رجب في ذيله : وَلشيخ الإسلام قصيدة نونية طويلة مشهورة ذكر فيها أصول السنة ومدح أحمد وأصحابه. وقد أنبأتني بها زينب بنت أحمد، عن عجيبة بنت أَبِي بَكْرٍ، عن أبي جعفر محمد بن الحسين بن الحسن الصيدلاني. قَالَ: أنشدنا شيخ الإسلام فذكر القصيدة إلى أن قَالَ:
وإماميَ القَوّام لله الّذِي ... دفنوا حَميدَ الشأن في بغدانِ
جمع التقى والزهد في دُنياهم ... والعلم بعد طهارة الأردانِ
خطمُ النَّبِيّ، وصيرفيُّ حديثه ... ومُفلِّقٌ أعرافَها بمعانِ
حبْرُ العراق، ومحنةٌ لذوي الهوى ... يدري ببغضته ذَوُو الأضغانِ
عرفَ الهدى فاختار ثوبي نُصرَة ... وشجى بمُهجتِه عُرَى عِرفانِ
عُرِضَتْ له الدنيا فأعرض سالما ... عنها كفعل الراهب الخمصانِ
هانت عليه نفسُه في دِينهِ ... ففدى الإمامٌ الدينَ بالجثمانِ
لله ما لقي ابن حنبلَ صابرا ... عزما وينصره بلا أعوانِ
أنا حنبلي ما حييت وإن أمُت ... فوصيتي ذاكم إلى إخواني
إذْ دِينه ديني وديني دينُه ... ما كنت إمّعَةً له دينانِ

قلت : اتضح للجميع ان الإمام أبي أسماعيل الهروي رحمه الله إنما كان يعني بذلك الانتساب في الاعتقاد والسنة ولا يخالف أهل السنة والجماعة في فضل الانتساب للإمام احمد بن حنبل وعليه فلا وجه لما يتداوله بعض طلاب العلم من ذم ذلك و وصمه بالتعصب .

كتبه : أبوالأمين آل جراح الحنبلي