خطبة أبو بكر الصديق بعد وفاة الرسول

خطبة أبو بكر الصديق بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

قدم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فدخل المسجد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يحدث الناس ،

فأتى البيت الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكشف عن وجهه برد حبرة ، وكان مسجى به ، فنظر إليه فأكب عليه ليقبل وجهه ،

وقال : طبت حيا وميتا يا رسول الله, والله لا يجمع الله عليك موتتين بعد موتتك التي لا تموت بعدها .

ثم خرج إلى المسجد وعمر يكلم الناس

فقال أبو بكر : اجلس يا عمر ، فأبى فكلمه مرتين أو ثلاثا ، فأبى ،

فقام فتشهد فلما قضى تشهده قال :

أما بعد ، فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد مات ، ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ، ثم تلا :

﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [ الأنبياء: 34]

﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [ آل عمران: 144].

فما هو إلا أن تلاها فأيقن الناس بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قال قائل : لم يعلم الناس أن هذه الآية أنزلت حتى تلاها أبو بكر .

قال عمر بن الخطاب : لما تلاها أبو بكر : عقرت حتى خررت إلى الأرض وأيقنت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد مات .

خطبة أبي بكر بعد توليه الخلافة


أيها الأحباب! في اليوم الثاني كما روى ذلك ابن إسحاق بسند صحيح وقف الصديق على المنبر ليعلن سياسة دولته العامة ودستور الإسلام الخالد.
قال: أيها الناس! لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، وما ترك قوم الجهاد إلا ضربهم الله بالذل، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله؛ فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم .
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
أي عظمة هذه؟! أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } [النساء:59]، { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء:65].