مراتب الحديث الحسن

أقسام الحديث الحسن.

  1. الصحيح لغيره: هو الحديث الحسن لذاته إذا روي من وجه آخر مثله أو أقوى منه بلفظه أو بمعناه، فإنه يثقوى ويرتقي من درجة الحسن إلى الصحيح، ويسمى الصحيح لغيره.
  2. الحسن لذاته: هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل عدل خف ضبطه ولم يكن شاذا ولا معلا 
  3. الحسن لغيره: وهو الحديث الضعيف ضعفا غير شديد إذا تقوى بوروده من طريق آخر مثله أو أقوى منه 

تفاوت مراتب الحديث الحسن

تتفاوت مراتب الحديث الحسن كما تفاوتت مراتب الصحيح، وذلك بحسب قرب راوي الحسن ذاته من الصحيح في ضبطه.
وقد ذكروا هنا أمثلة من تفاوت مراتب الحسن لذاته:
فذكر الذهبي أن أعلا مراتبه بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وأمثال ذلك مما قيل أنه صحيح، وهو من أدنى مراتب الصحيح. ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وتضعيفه، كديث الحارث بن عبد الله1، وعاصم بن ضمرة.
وهكذا يتوسط الحديث الحسن بين منزلتي الصحة والضعف، وقد يكون أدنى إلى الصحة حينا، وأدنى إلى الضعف حينا آخر، ولا تزال مثل هذه الحال مثار اجتهاد العلماء وتحريهم، وموضع تخوفهم، حتى عسر التعبير عن الحسن وضبطه على بعض منهم لأنه أمر نسبي، وشيء ينقدح في نفس الحافظ، وربما تقصر عبارته عن تبريريه تفصيلا .

كما تتفاوت مراتب الحديث الحسن في القوة كتفاوت الصحيح، وقد أشارَ إلى هذا التفاوت الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عند كلامه عن الحسن لذاته، فقال: "وهذا القسم من الحسن مشاركٌ للصحيح في الاحتجاج به - وإن كان دونه - ومشابهٌ له في انقسامه إلى مراتب

بعضها فوق بعض"1. وقال السيوطي: "الحسن - أيضاً - على مراتب كالصحيح"2.
وقد ألمح ابن القَيِّم - رحمه الله - إلى هذا التفاوت في مراتب الحديث الحسن، بل حدَّدَ - رحمه الله - هذه المراتب في ثلاث: عليا، ووسطى، ودنيا، ومن كلامه في ذلك:
أن حديث عامر بن ربيعة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قد رُويَ من طريقين، في أحدهما: عاصم بن عبيد الله العمري، وفي الآخر: عبدالله ابن عمر العمري، فقال ابن القَيِّم رحمه الله: "وإن كان حديثهما فيه بعض الضعف، فرواية هذا الحديث من هذين الوجهين المختلفين يدل على أن له أصلاً، وهذا لا ينزل عن وسط درجات الحسن"3.
وأما المرتبة الثالثة للحديث الحسن عند ابن القيم - وهي أدنى مراتبه - فقد قال - رحمه الله - في حديث تميم الداري في الرجل يُسْلِمُ على يديه الرجل، وأنه أولى الناس بمحياه ومماته، قال:
"وحديث تميم وإن لم يكن في رتبة الصحيح، فلا ينحط عن أدنى درجات الحسن"4.
فتخلص من ذلك: أن ابن القَيِّم - رحمه الله - يرى أن الحديث

الحسنَ على مراتب متفاوتة في القوة، وأنه ذكر من ذلك: أوسط درجات الحسن، وأدنى درجاته.
ويؤخذ من كلامه هذا - والله أعلم -: أن هناك درجة عليا للحسن، هي فوق الوسطى، ودون أدنى درجات الصحيح.

 

  • مراتب الحديث الحسن:
  • تتفاوت مراتب الحديث الحسن كما تتفاوت مراتب الصحيح. وأعلى مراتب الحديث ما روي بإسناد اختلف العلماء فيه فمنهم من جعله من الصحيح ومنهم من جعله من الحسن. مثاله بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ومحمد بن إسحاق عن إبراهيم التيمي عن جابر . فهذه الأسانيد مختلف فيها ، وإن كان الراجح فيها أنها من الحسان لكنها عُدّت من أعلى الحسان لأن من العلماء من أوصلها إلى الصحيح .

…وأدنى مراتب الحسن ما روي بإسناد وصفه بعض العلماء بالضعف كرواية الحارث بن عبد الله وعاصم بن ضمرة وحجاج بن أرطأة . فإن هؤلاء مضعفون عند بعض أهل العلم ، ولذلك صار حديثهم عند من يحسنه من أدنى مراتب الحسن .