تدورر #سورة_الأنعام حول إقامة الحجة على الكفار بنقض عقائدهم الباطلة، وتقرير العقيدة الصحيحة بالأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، وهي أصل في محاجة المشركين وغيرهم من المبتدعين، ومن كذب بالبعث والنشور، وهذا يقتضي إنزالها جملة واحدة، فهي تقرر حقيقة الدين، وأصول التشريع، وقواعد التوحيد، وتثبت دعائمه، وتفند شبه المعارضين له، بطريق التنويع العجيب في المناظرة والمجادلة، وتعتبر أجمع سور القرآن لأحوال العرب في الجاهلية وأشدها مقارعة لهم واحتجاجا على سفاهتهم،
وقد تناولت السورة القضايا الكبرى الأساسية لأصول العقيدة والإيمان، وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي:
أولا: التوحيد، وإثبات أصول الاعتقاد، عن طريق المناظرة والجدال والجواب عن السؤال، كوجود الله تعالى وتوحيده وصفاته وآياته في الأنفس والآفاق.
ثانيا: إثبات الوحي والرسالة والرد على الشبهات المتعلقة بها.
ثالثا: إثبات البعث والحساب يوم القيامة.
وختمت السورة الكريمة بالوصايا العشر التي نزلت في كل الكتب السابقة، ودعا إليها جميع الأنبياء السابقين.
وفي هذه الآية الكريمة دليل للقاعدة الشرعية؛ وهي: أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم -ولو كانت جائزة- تكون محرمة إذا كانت تفضي إلى الشر.
كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله؛ يؤزه إلى الشر، ويحثه عليه، ويزهده في الخير، وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها. والذنب ذنب الظالم؛ فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى، (وما ربك بظلام للعبيد). ومن ذلك: أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم، ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله وحقوق عباده.
وفي الآية دليل على أن العالم ينبغي له أن يتعلم قول من خالفه، وإن لم يأخذ به؛ حتى يعرف فساد قوله، ويعلم كيف يرد عليه؛ لأن الله تعالى أعلم النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قول من خالفهم من أهل زمانهم ليعرفوا فساد قولهم.
ترهيب وترغيب أن حسابه وعقابه سريع فيمن عصاه، وخالف رسله، وإنه لغفور رحيم لمن والاه، واتبع رسله فيما جاؤوا به من خبر وطلب، فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة، وصفة الجنة، والترغيب فيما لديه، وتارة يدعوهم إليه بالرهبة، وذكر النار وأنكالها وعذابها، والقيامة وأهوالها، وتارة بهما.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي :