أقوال العلماء في حكم الجهر بالبسملة في الصلاة

《حكم الجهر والإسرار بالبسملة قبل الفاتحة في الصلاة》
س: ما حكم الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الجهر بالبسملة قبل قراءة الفاتحة قد وقع فيه الخلاف بين العلماء فمنهم من قال هو سنة، ومنهم من قال السنة الإسرار ، وهذه أقوالهم:
-----------------------------------
أولاً: 《أقوال العلماء في الجهر والإسرار بالبسملة قبل الفاتحة》
الجهر بالبسملة من سورة الفاتحة في الصلاة اختلفوا فيه على أقوال:
■《القول الأول》: ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه تسن قراءة البسملة سرا في الصلاة السرية والجهرية.
■《القول الثاني》: ذهب الشافعية إلى أن السنة الجهر بالتسمية في الصلاة الجهرية في الفاتحة وفي السورة بعدها.
■《القول الثالث》: ذهب المالكية على المشهور كراهة استفتاح القراءة في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم مطلقا في أم القرآن وفي السورة التي بعدها سرا وجهرا، قال القرافي من المالكية: الورع البسملة أول الفاتحة خروجا من الخلاف إلا أنه يأتي بها سرا ويكره الجهر بها.
------------------------------------
ثانياً: 《سبب الخلاف في المسألة》
سبب الخلاف في ذلك هو : هل البسملة آية من الفاتحة ومن كل سور القرآن أم لا ؟ فمن ذهب إلى أنها آية أوجب قراءتها، ومن ذهب إلى أنها ليست آية، منع قراءتها.
■قال الإمام ابن قدامة: ولا تختلف الرواية عن أحمد أن الجهر بها غير مسنون. قال الترمذي: وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ. وذكره ابن المنذر عن ابن مسعود، وابن الزبير، وعمار، وبه يقول الحكم، وحماد، والأوزاعي، والثوري، وابن المبارك، وأصحاب الرأي. ويروى عن عطاء، وطاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير: الجهر بها وهو مذهب الشافعي.. إلخ. انظر المغني (1/521)
■وقال النووي: (الجهر بالتسمية قول أكثر العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء والقراء، ثم ذكر الصحابة الذين قالوا به منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمار بن ياسر، وأبي بن كعب، وابن عمر، وابن عباس، وحكى القاضي أبو الطيب وغيره عن ابن أبي ليلى والحكم أن الجهر والإسرار سواء).
----------------------------------
ثالثاً:《أدلة اصحاب المذاهب في المسألة》
■أ- أدلة القائلين بعدم الجهر بالبسملة:
استدل الحنفية والمالكية والحنابلة بعدم الجهر بالبسملة ب:
1- عن أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضى الله عنهما كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِـ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . رواه البخاري ( 743 ) .
2- حديث أنس قال : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ "الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين"وفي رواية مسلم : لا يذكرون "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ" (أخرجه البخاري ومسلم) .
2- وعند أحمد ( 12868 ) " وكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم " .
-----------------------------
■ب- أدلة القائلين بالجهر بالبسملة:
استدل الشافعية على أن البسملة آية من الفاتحة وغيرها، ويجهر بها في الصلاة الجهرية بأحاديث منها :
1- حديث أم سلمة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة : "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ"وعدها آية، وفي رواية: كان يقطع قراءته آية آية : "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ" (أخرجه أبو داود والترمذي والبيهقي والدار قطني وأحمد والحاكم وابن خزيمة وغيرهم).
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إذا قرأتم " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"فاقرؤوا"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ" إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها» (رواه الدار قطني والبيهقي بإسناد صحيح)، انظر: «صحيح الجامع الصغير» و«سلسلة الأحاديث الصحيحة».
3- حديث أنس رضى الله عنه أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «كانت قراءته مدًا، ثم قرأ "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ"» (أخرجه البخاري) .
--------------------------
رابعاً:《 القول الراجح 》
الراجح -والله أعلم- أن الجهر والإسرار بالبسملة قد وردا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الإسرار بها كان هو الأكثر.
وما أجمل كلام الإمام ابن القيم إذ يقول: (وكان يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل يوم وليلة خمس مرات أبداً حضراً وسفراً، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جُمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية، فصحيح تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير صحيح، وهذا موضع يستدعي مجلّداً ضخماً. انظر زاد المعاد (1/ 206- 207).
وبناء على ما سبق فالأمر فيه سعة بين أهل العلم والأحوط الخروج من الخلاف وأن تقرأ جهراً.
----------------------------
والله أعلم.
جمع وترتيب
أبوبكر الزايدي.

ما هو حكم الجهر بالبسملة في الصلاة و ما هي أقوال أهل العلم في ذلك
السؤال :
حبذا لو تفيدونا بموضوع البسملة في الصلاة هل يجب أن نجهر بها أم لا؟

الجواب :

الجهر بالبسملة قبل قراءة الفاتحة قد وقع فيه الخلاف بين العلماء فمنهم من قال هو سنة، ومنهم من قال السنة الإسرار.
قال الإمام ابن قدامة في المغني: ولا تختلف الرواية عن أحمد أن الجهر بها غير مسنون. قال الترمذي: وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ. وذكره ابن المنذر عن ابن مسعود، وابن الزبير، وعمار، وبه يقول الحكم، وحماد، والأوزاعي، والثوري، وابن المبارك، وأصحاب الرأي. ويروى عن عطاء، وطاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير: الجهر بها وهو مذهب الشافعي.

والراجح أن الجهر والإسرار بالبسملة قد وردا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الإسرار بها كان أكثر، وما أجمل كلام الإمام ابن القيم إذ يقول في كتابه زاد المعاد:
وكان يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل يوم وليلة خمس مرات أبداً حضراً وسفراً، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جُمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية، فصحيح تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير صحيح، وهذا موضع يستدعي مجلّداً ضخماً.

الدكتور /إبراهيم شاشو

السؤال :

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
الجهر بالبسملة في كل صلاة جهرية هل هو بدعة؟
وهل يجوز أن أصلي خلف إمام يجهر
بالبسملة في كل صلاة جهرية
ويقنت بكل صلاة فجر
وصاحب إزار طويل

الجواب :

الجهر بالبسملة في الفاتحة في الصلاة جائز وليس بدعة ، ولكن الراجح في المسألة عدم الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية لأن أكثر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر بها بل كان يقرؤها سرّاً .
فعن أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضى الله عنهما كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) . رواه البخاري.
وعند أحمد "وكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم" .
وهذا مذهب الحنفية والحنابلة ، وخالفهم الشافعية فقالوا بِسُنِّيَّة الجهر بها .
وعليه : فالصلاة خلف من يجهر بالبسلمة في كل صلاة جهرية جائزة.
أما صلاتك خلف من يقنت في الفجر فصحيحة كذلك ، وإن وُجد من لا يقنت على الدوام فالصلاة خلفه أولى ، محافظةً على السنة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض المسائل الاجتهادية التي يختلف فيها العلماء ، كالقنوت في الفجر والوتر ونحو ذلك ، قال :
"اتفق العلماء على أنه إذا فعل كلّاً من الأمرين كانت عبادته صحيحة ، ولا إثم عليه ، لكن يتنازعون في الأفضل وفيما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ، ومسألة القنوت في الفجر والوتر والجهر بالبسملة وصفة الاستعاذة ونحوها من هذا الباب ، فإنهم متفقون على أنّ من جهر بالبسملة صحت صلاته ، ومن خَافَتَ (أي : أسَرَّ بها) صحت صلاته ، وعلى أنّ من قنت في الفجر صحت صلاته ، ومن لم يقنت فيها صحت صلاته ، وكذلك القنوت في الوتر"
أما الصلاة خلف الإمام المسبل فإنّ الراجح هو ما عليه ‏الجمهور من صحة صلاة المسبل. ويبنى على ذلك صحة الصلاة خلفه، وإن كان الأولى أن ‏يصلي المسلم خلف الأتقى والأورع، ولكن إن صلى خلف مرتكب المعصية، والمتصف ‏بالبدعة غير المكفرة فالصلاة صحيحة، وقد صلى جماعة من الصحابة خلف ‏الحجاج وغيره.‏

الدكتور /إبراهيم شاشو

عمليات البحث ذات الصلة بالجهر بالبسملة
الجهر بالبسملة عند الشافعية
الجهر بالبسملة في الصلاة عند الشافعية
حكم الجهر بالبسملة في الصلاة في المذاهب الاربعة
حكم الجهر بالبسملة بين السورتين في الصلاة
أقوال العلماء في الجهر بالبسملة في الصلاة