الصفحة رقم 532 مكتوبة بالرسم العثماني

بسم الله الرحمن الرحيم

مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ يَلۡتَقِيَانِ (19) بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ (22) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَ‍َٔاتُ فِي ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَٰمِ (24) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ (26) وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ (27) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسۡ‍َٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ (29) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ (33) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرۡسَلُ عَلَيۡكُمَا شُوَاظٞ مِّن نَّارٖ وَنُحَاسٞ فَلَا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُسۡ‍َٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ (39) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40)

التفسير الميسر الصفحة رقم 532 من القرآن الكريم

رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)
هو سبحانه وتعالى ربُّ مشرقَي الشمس في الشتاء والصيف، ورب مغربَيها فيهما, فالجميع تحت تدبيره وربوبيته.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ (20)
خلط الله ماء البحرين - العذب والملح- يلتقيان. بينهما حاجز, فلا يطغى أحدهما على الآخر, ويذهب بخصائصه, بل يبقى العذب عذبًا, والملح ملحًا مع تلاقيهما.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)
يخرج من البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمَرْجان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (24)
وله سبحانه وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها كالجبال.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27)
كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك, ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)
يسأله مَن في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غنى لأحد منهم عنه سبحانه. كل يوم هو في شأن : يُعِزُّ ويُذِلُّ, ويعطي ويَمْنع.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31)
سنفرُغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونُثيب أهل الطاعة.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)
يا معشر الجن والإنس, إن قَدَرْتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أطراف السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى (وأنَّى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعًا ولا ضرًا؟). فبأي نِعَم ربكما - أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)
يُرْسَل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يُصَبُّ على رؤوسكم, فلا ينصر بعضكم بعضًا يا معشر الجن والإنس. فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)
فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب؛ من شدة الأمر وهول يوم القيامة.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ (39)
ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40)

فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟

تفسير الجلالين الصفحة رقم 532 من القرآن الكريم

17 - (رب المشرقين) مشرق الشتاء ومشرق الصيف (ورب المغربين) كذلك
18 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
19 - (مرج) ارسل (البحرين) العذب والملح (يلتقيان) في رأي العين
20 - (بينهما برزخ) حاجز من قدرته تعالى (لا يبغيان) لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به
21 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
22 - (يخرج) بالبناء للمفعول والفاعل (منهما) من مجموعهما الصادق بأحدهما وهو الملح (اللؤلؤ والمرجان) خرز أحمر أو صغار اللؤلؤ
23 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
24 - (وله الجوار) السفن (المنشآت) المحدثات (في البحر كالأعلام) كالجبال عظما وارتفاعا
25 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
26 - (كل من عليها) الأرض من الحيوان (فان) هالك وعبر بمن تغليبا للعقلاء
27 - (ويبقى وجه ربك) ذاته (ذو الجلال) العظمة (والإكرام) للمؤمنين بأنعمه عليهم
28 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
29 - (يسأله من في السماوات والأرض) بنطق أو حال ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة والرزق والمغفرة وغيرذلك (كل يوم) وقت (هو في شأن) أمر يظهره على وفق ما قدره في الأزل من إحياء وإماتة وإعزاز وإذلال وإغناء واعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك
30 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
31 - (سنفرغ لكم) سنقصد لحسابكم (أيها الثقلان) الإنس والجن
32 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
33 - (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا) تخرجوا (من أقطار) نواحي (السماوات والأرض فانفذوا) أمر تعجيز (لا تنفذون إلا بسلطان) بقوة ولا قوة لكم على ذلك
34 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
35 - (يرسل عليكما شواظ من نار) هو لهبها الخالص من الدخان أو معه (ونحاس) دخان لا لهب فيه (فلا تنتصران) تمتنعان من ذلك بل يسوقكم إلى المحشر
36 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
37 - (فإذا انشقت السماء) انفرجت أبوابا لنزول الملائكة (فكانت وردة) أي مثلها محمرة (كالدهان) كالأديم الأحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول
38 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
39 - (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) عن ذنبه ويسألون في وقت آخر فوربك لنسألنهم أجمعين والجان هنا وفيما سيأتي بمعنى الجن والإنس فيهما بمعنى الإنسي
40 - (فبأي آلاء ربكما تكذبان)