تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 531 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 531

530

50- "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر" أي إلا مرة واحدة أو كلمة واحدة كلمح بالبصر في سرعته، واللمح: النظر على العجلة والسرعة. وفي الصحاح لمحه وألمحه: إذا أبصره بنظر خفيف، والاسم اللمحة. قال الكلبي: وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كطرف البصر.
51- "ولقد أهلكنا أشياعكم" أي أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم، وقيل أتباعكم وأعوانكم "فهل من مدكر" يتذكر ويتعظ بالمواعظ ويعلم أن ذلك حق، فيخاف العقوبة وأن يحل به ما حل بالأمم السالفة.
52- "وكل شيء فعلوه في الزبر" أي جميع ما فعلته الأمم من خير أو شر مكتوب في اللوح المحفوظ، وقيل في كتب الحفظة.
53- "وكل صغير وكبير مستطر" أي كل شيء من أعمال الخلق وأقوالهم وأفعالهم مسطور في اللوح المحفوظ صغيره وكبيره وجليله وحقيره يقال: سطر يسطر سطراً كتب. وأسطر مثله.
54- "إن المتقين في جنات ونهر" أي في بساتين مختلفة وجنان متنوعة وأنها متدفقة. قرأ الجمهور "ونهر" بفتح الهاء على الإفراد، وهو جنس يشمل أنهار الجنة وقرأ مجاهد والأعرج وأبو السماك بسكون الهاء وهما لغتان، وقرأ أبو مجلز وأبو نهشل والأعرج وطلحة بن مصرف وقتادة نهر بضم النون والهاء على الجمع.
55- "في مقعد صدق" أي في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم، وهو الجنة "عند مليك مقتدر" أي قادر على ما يشاء لا يعجزه شيء، وعند هاهنا كناية عن الكرامة وشرف المنزلة، وقرأ عثمان البتي في مقاعد صدق. وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس "أكفاركم خير من أولئكم" يقول: ليس كفاركم خير من قوم نوح وقوم لوط. وأخرج ابن أبي شيبة وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عنه في قوله: "سيهزم الجمع ويولون الدبر" قال: كان ذلك يوم بدر قالوا: "نحن جميع منتصر" فنزلت هذه الآية. وفي البخاري وغيره عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر: "أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً، فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله ألححت على ربك، فخرج وهو يثب في الدرع ويقول: " سيهزم الجمع ويولون الدبر * بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر "". وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن أبي هريرة قال: "جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر، فنزلت "يوم يسحبون في النار على وجوههم"". وأخرج مسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل شيء بقد حتى العجز والكيس" وأخرج ابن المنذر عنه في قوله: "وكل صغير وكبير مستطر" قال: مسطور في الكتاب اهـ. سورة الرحمن هي ست وسبعون آية وهي مكية. قال القرطبي: كلها في قول الحسن وعروة بن الزبير وعكرمة وعطاء وجابر قال: قال ابن عباس إلا آية منها، وهي قوله: "يسأله من في السموات والأرض" الآية. وقال ابن مسعود ومقاتل هي مدنية كلها، والأول أصح، ويدل عليه ما أخرجه النحاس عن ابن عباس قال: نزلت سورة الرحمن بمكة. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: أنزل بمكة سورة الرحمن. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: نزلت سورة الرحمن علم القرآن بمكة. وأخرج أحمد وابن مردويه. قال السيوطي: بسند حسن عن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمنر والمشركون يسمعون "فبأي آلاء ربكما تكذبان" ويؤيد القول الثاني ما أخرجه ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: نزلت سورة الرحمن بالمدينة، ويمكن الجمع بين القولين بأنه نزل بعضها بمكة وبعضها بالمدينة. وأخرج الترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه. فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال: مالي أراكم سكوتاً لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردوداً منكم كلما أتيت على قوله: "فبأي آلاء ربكما تكذبان" قالوا: لا شيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد" قال الترمذي بعد إخراجه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد. وحكي عن الإمام أحمد أنه كان يستنكر روايته عن زهير. وقال البزار: لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه. وأخرجه البزار وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الإفراد وابن مردويه والخطيب في تاريخه من حديث ابن عمر وصحح السيوطي إسناده. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وأخرج البيهقي في الشعب عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لكل شيء عروس، وعروس القرآن الرحمن". قوله: 1- "الرحمن".
قوله: 2- " الرحمن * علم القرآن " ارتفاع الرحمن على أنه مبتدأ وما بعده من الأفعال أخبار له. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف: أي الله الرحمن. قال الزجاج: معنى "علم القرآن" يسره. قال الكلبي: علم القرآن محمد وعلمه محمد أمته، وقيل جعله علامة لما يعبد الناس به، قيل نزلت هذه الآية جواباً لأهل مكة حين قالوا إنما يعلمه بشر، وقيل جواباً لقولهم: وما الرحمن؟ ولما كانت هذه السورة لتعداد نعمه التي أنعم بها على عباده قدم النعمة التي هي أجلها قدراً وأكثرها نفعاً وأتمها فائدة وأعظمها عائدة، وهي نعمة تعليم القرآن، فإنها مدار سعادة الدارين، وقطب رحى الخيرين، وعماد الأمرين.
ثم امتن بعد هذه النعمة بنعمة الخلق التي هي مناط كل الأمور ورجع جميع الأشياء فقال: 3- "خلق الإنسان" ثم امتن ثالثاً بتعليمه البيان الذي يكون به التفاهم ويدر عليه التخاطب وتتوقف عليه مصالح المعاش والمعاد، لأنه لا يمكن إبراز ما في الضمائر ولا إظهار ما يدور في الخلد إلا به قال قتادة والحسن: المراد بالإنسان هاهنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبالبيان الحلال من الحرام، والهدى من الضلال، وهو بعيد. وقال الضحاك: البيان الخير والشر. وقال الربيع بن أنس: هو ما ينفعه مما يضره. وقيل البيان الكتابة بالقلم. والأولى حمل الإنسان على الجنس، وحمل البيان على تعليم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به.
4- "علمه البيان".
5- "الشمس والقمر بحسبان" أي يجريان بحساب ومنازل لا يعدوانها، ويدلان بذلك على عدد الشهور والسنين. قال قتادة وأبو مالك: يجريان بحسبان في منازلهم لا يعدوانهم ولا يحيدان عنها. وقال ابن زيد وابن كيسان: يعني أن بهما تحسب الأوقات والآجال والأعمال. ولولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب، لأن الدهر يكون كله ليلاً أو نهاراً. وقال الضحاك: معنى بحسبان: بقدر. وقال مجاهد: بحسبان كحسبان الرحى: يعني قطبهما الذي يدوران عليه. قال الأخفش: الحسبان جماعة الحساب. مثل شهب وشهبان. وأما الحسبان بالضم فهو العذاب كما مضى في سورة الكهف.
6- "والنجم والشجر يسجدان" النجم ما لا ساق له من النبات، والشجر ما له ساق. قال الشاعر: لقد أنجم القاع الكثير عضاهه وتم به حيا تميم ووائل وقال زهير: مكلل بأصول النجم تنسجه ريح الجنوب لضاحي ما به حبك والمراد بسجودهما انقيادهما لله تعالى انقياد الساجدين من المكلفين. وقال الفراء: سجودهما أنها يستقبلان الشمس إذا طلعت، ثم يميلان معها حين ينكسر الفيء. وقال الزجاج: سجودهما دوران الظل معهما، كما في قوله: " يتفيأ ظلاله " وقال الحسن ومجاهد: المراد بالنجم نجم السماء وسجوده طلوعه، ورجح هذا ابن جرير. وقيل سجوده أفوله، وسجود الشجر: تمكينها من الاجتناء لثمارها. قال النحاس: أصل السجود الاستسلام والانقياد لله، وهذه الجملة والتي قبلها خبران آخران للرحمن، وترك الرابط فيهما لظهوره كأنه قيل: الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدا له.
7- "والسماء رفعها" قرأ الجمهور بنصب السماء على الاشتغال. وقرأ أبو السماك بالرفع على الابتداء، والمعنى: أنه جعل السماء مرفوعة فوق الأرض "ووضع الميزان" المراد بالميزان العدل: أي وضع في الأرض العدل الذي أمر به كذا قال مجاهد وقتادة والسدي وغيرهم.
قال الزجاج: المعنى أنه أمرنا بالعدل، ويدل عليه: قوله: 8- " أن لا تطغوا في الميزان " أي لا تجاوزوا العدل. وقال الحسن والضحاك: المراد به آلة الوزن ليتوصل بها إلى الإنصاف والانتصاف. وقيل الميزان القرآن لأن فيه بيان ما يحتاج إليه، وبه قال الحسين بن الفضل، والأول أولى.
ثم أمر سبحانه بإقامة العدل بعد إخباره للعباد بأنه وضعه لهم فقال: 9- "وأقيموا الوزن بالقسط" أي قوموا وزنكم بالعدل، وقيل المعنى: أقيموا لسان الميزان بالعدل، وقيل المعنى: أنه وضع الميزان في الآخرة لوزن الأعمال، وأن في قوله: ألا تطغوا مصدرية: أي لئلا تطغوا، ولا نافية: أي وضع الميزان لئلا تطغوا، وقيل هي مفسرة، لأن في الوضع معنى القول، والطغيان مجاوزة الحد، فمن قال الميزان العدل، قال طغيانه الجور ومن قال الميزان الآلة التي يوزن بها، قال طغيانه البخس "ولا تخسروا الميزان" أي لا تنقصوه: أمر سبحانه أولاً بالتسوية، ثم نهى عن الطغيان الذي هو المجاوزة للحد بالزيادة، ثم نهى عن الخسران الذي هو النقص والبخس. قرأ الجمهور "تخسروا" بضم التاء وكسر السين من أخسر، وقرأ بلال بن أبي برزة وأبان بن عثمان وزيد بن علي بفتح التاء والسين من خسر، وهما لغتان: يقال أخسرت الميزان وخسرته.
ثم لما ذكر سبحانه أنه رفع السماء ذكر أنه وضع الأرض فقال: 10- "والأرض وضعها للأنام" أي بسطها على الماء لجميع الخلق مما له روح وحياة، ولا وجه لتخصيص الأنام بالإنس والجن. قرأ الجمهور بنصب الأرض على الاشتغال، وقرأ أبو السماك بالرفع على الابتداء.
وجملة 11- "فيها فاكهة" في محل نصب على أنها حال من الأرض مقدرة، وقيل مستأنفة لتقرير مضمون الجملة التي قبلها، والمراد بها كل ما يتفكه به من أنواع الثمار. ثم أفرد سبحانه النخل بالذكر لشرفه ومزيد فائدته على سائر الفواكه فقال: "والنخل ذات الأكمام" الأكمام جمع كم بالكسر، وهو وعاء التمر. قال الجوهري: والكم بالكسر والكمامة وعاء الطلع وغطاء التنور، والجمع كمام وأكمة وأكمام. قال الحسن: ذات الأكمام: أي ذات الليف، فإن النخلة تكمم بالليف وكمامها ليفها، وقال ابن زيد: ذات الطلع قبل أن يتفتق. وقال عكرمة: ذات الأحمال.
12- "والحب ذو العصف والريحان" الحب هو جميع ما يقتات من الحبوب والعصف. قال السدي والفراء: هو بقل الزرع، وهو أول ما ينبت به. قال ابن كيسان: يبدوا أولاً ورقاً، وهو العصف، ثم يبدو له ساق، ثم يحدث الله فيه أكماماً، ثم يحدث في الأكمام الحب. قال الفراء: والعرب تقول خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه قبل أن يدرك، وكذا قال الصحاح. وقال الحسن: العصف التبن، وقال مجاهد: هو ورق الشجر والزرع. وقيل هو ورق الزرع الأخضر إذا قطع رأسه ويبس، ومنه قوله: "كعصف مأكول"، وقيل هو الزرع الكثير، يقال قد أعصف الزرع ومكان معصف: أي كثير الزرع، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت: إذا جمادى منعت قطرها إن جناني عطن معصف والريحان الورق في قول الأكثر. وقال الحسن وقتادة والضحاك وابن زيد: إنه الريحان الذي يشم. وقال سعيد بن جبير، هو ما قام على ساق. وقال الكلبي: إن العصف هو الورق الذي لا يؤكل، والريحان هو الحب المأكول. وقال الفراء أيضاً: العصف المأكول من الزرع، والريحان ما لا يؤكل، وقيل الريحان كل بقلة طيبة الريح. قال ابن الأعرابي: يقال شيء ريحاني وروحاني: أي له روح: وقال في الصحاح الريحان نبت معروف، والريحان الرزق، تقول: خرجت أبتغي ريحان الله. قال النمر بن تولب: سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر وقيل العصف رزق البهائم، والريحان رزق الناس. قرأ الجمهور "والحب ذو العصف والريحان" برفع الثلاثة عطفاً على فاكهة. وقرأ ابن عامر وأبو حيوة والمغيرة بنصبهما عطفاً على الأرض أو على إضمار فعل: أي وخلق الحب ذا العصف والريحان. وقرأ حمزة والكسائي والريحان بالجر عطفاً على العصف.
13- "فبأي آلاء ربكما تكذبان" الخطاب للجن والإنس، لأن لفظ الأنام يعمهما وغيرهما، ثم خصص بهذا الخطاب من يعقل. وبهذا قال الجمهور من المفسرين: ويدل عليه قوله فيما سيأتي: "سنفرغ لكم أيها الثقلان" ويدل على هذا ما قدمنا في فاتحة هذه السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها على الجن والإنس، وقيل الخطاب للإنس، وثناه على قاعدة العرب في خطاب الواحد بلفظ التثنية كما قدمنا في قوله: "ألقيا في جهنم" والآلاء النعم. قال القرطبي: وهو قول جميع المفسرين، واحدها إلى مثل معى وعصا. وقال ابن زيد: إنها القدرة: أي فبأي قدرة ربكما تكذبان، وبه قال الكلبي. وكرر سبحانه هذه الآية في هذه السورة تقريراً للنعمة وتأكيداً للتذكير بها على عادة العرب في الاتساع. قال القتيبي: إن الله عدد في هذه السورة نعماءه، وذكر خلقه آلاءه، ثم أتبع كل خلة وضعها بهذه الآية وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها كما تقول لمن تتابع له إحسانك، وهو يكفره: ألم تكن فقيراً فأغنيتك؟ أفتنكرهذا؟ ألم تكن خاملاً فعززتك؟ أفتنكر هذا؟ ألم تكن راجلاً فحملتك؟ أفتنكر هذا؟ والتكرير حسن في مثل هذا، ومنه قول الشاعر: لا تقتلي رجلاً إن كنت مسلمة إياك من دمه إياك إياك قال الحسين بن الفضل: التكرير طرد للغفلة وتأكيد للحجة.
14- "خلق الإنسان من صلصال كالفخار" لما ذكر سبحانه خلق العالم الكبير، وهو السماء والأرض وما فيهما ذكر خلق العالم الصغير، والمراد بالإنسان هنا آدم. قال القرطبي: باتفاق من أهل التأويل، ولا يبعد أن يراد الجنس لأن بني آدم مخلوقين في ضمين خلق أبيهم آدم، والصلصال الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة، وقيل هو طين خلط برمل، وقيل هو الطين المنتن يقال: صل اللحم وأصل إذا أنتن، وقد تقدم بيانه في سورة الحجر، والفخار الخزف الذي طبخ بالنار، والمعنى: أنه خلق الإنسان من طين يشبه في يبسه الخزف.
15- "وخلق الجان من مارج من نار" يعني خلق أبا الجن أو جنس الجن من مارج من نار، والمارج اللهب الصافي من النار، وقيل الخالص منها، وقيل لسانها الذي يكون في طرفها إذا التهبت، وقال الليث: المارج الشعلة الصادعة ذات اللهب الشديد. قال المبرد: المارج النار المرسلة التي لا تمنع، قال أبو عبيدة: المارد خلط النار، من مرج إذا اختلط واضطرب. قال الجوهري: مارج من نار، نار لا دخان لها خلق منها الجان.
16- "فبأي آلاء ربكما تكذبان" فإنه أنعم عليكما في تضاعيف خلقكما من ذلك بنعم لا تحصى.