تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 568 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 568

567

35- "فليس له اليوم هاهنا حميم" أي ليس له يوم القيامة في الآخرة قريب ينفعه أو يشفع له لأنه يوم يفر فيه القريب من قريبه، ويهرب عنده الحبيب من حبيبه.
36- "ولا طعام إلا من غسلين" أي وليس له طعام يأكله إلا من صديد أهل النار، وما ينغسل من أبدانهم من [القيح] والصديد، وغسلين فعلين من الغسل. وقال الضحاك والربيع بن أنس: هو شجر يأكله أهل النار. وقال قتادة: هو شر الطعام. وقال ابن زيد: لا يعلم ما هو ولا ما الزقوم إلا الله تعالى. وقال سبحانه في موضع آخر: "ليس لهم طعام إلا من ضريع" فيجوز أن يكون الضريع هو الغسلين، وقيل في الكلام تقديم وتأخير، والمعنى فليس له اليوم هاهنا حميم إلا من غسلين على أن الحميم هو الماء الحار "ولا طعام" أي ليس لهم طعام يأكلونه. ولا ملجىء لهذا التقديم والتأخير.
وجملة 37- "لا يأكله إلا الخاطئون" صفة لغسلين، والمراد أصحاب الخطايا وأرباب الذنوب. قال الكلبي: المراد الشرك. قرأ الجمهور "الخاطئون" مهموزاً، وهو اسم فاعل من خطئ إذا فعل غير الصواب متعمداً، والمخطئ من يفعله غير متعمد. وقرأ الزهري وطلحة بن مصرف والحسن الخاطيون بباء مضمومة بدل الهمزة. وقرأ نافع في رواية عنه بضم الطاء بدون همزة.
38- "فلا أقسم بما تبصرون".
39- " فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون " هذا رد لكلام المشركين كأنه قال: ليس الأمر كما تقولون ولا زائدة، والتقدير. فأقسم بما تشاهدونه وما لا تشاهدونه. قال قتادة: أقسم بالأشياء كلها ما يبصر منها وما لا يبصر، فيدخل في هذا جميع المخلوقات، وقيل إن لا ليست زائدة، بل هي لنفي القسم: أي لا أحتاج إلى قسم لوضوح الحق في ذلك، والأول أولى.
40- "إنه لقول رسول كريم" أي إن القرآن لتلاوة رسول كريم، على أن المراد بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو إنه لقول يبلغه رسول كريم. قال الحسن والكلبي ومقاتل: يريد به جبريل، ودليله قوله: " إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين " وعلى كل حال فالقرآن ليس من قول محمد صلى الله عليه وسلم، ولا من قول جبريل عليه السلام، بل هو قول الله فلا بد من تقدير التلاوة أو التبليغ.
41- "وما هو بقول شاعر" كما تزعمون لأنه ليس من أصناف الشعر ولا مشابه له "قليلاً ما تؤمنون" أي إيماناً قليلاً تؤمنون، وتصديقاً يسيراً تصدقون، وما زائدة.
42- "ولا بقول كاهن" كما تزعمون، فإن الكهانة أمر آخر لا جامع بينها وبين هذا "قليلاً ما تذكرون" أي تذكرا قليلاً، أو زماناً قليلاً تتذكرون، وما زائدة، والقلة في الموضعين بمعنى النفي: أي لا تؤمنون ولا تتذكرون أصلاً.
43- " تنزيل من رب العالمين " قرأ الجمهور بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو تنزيل. وقرأ أبو السماك بالنصب على المصدرية بإضمار فعل: أي نزل تنزيلاً، والمعنى: إنه لقول رسول كريم، وهو تنزيل من رب العالمين على لسانه.
44- "ولو تقول علينا بعض الأقاويل" أي ولو تقول ذلك الرسول، وهو محمد، أو جبريل على ما تقدم، والتقول تكلف القول، والمعنى: لو تكلف ذلك وجاء به من جهة نفسه، وسمي الافتراء تقولاً لأنه قول متكلف، وكل كاذب يتكلف ما يكذب به. قرأ الجمهور "تقول" مبنياً للفاعل. وقرئ مبنياً للمفعول مع رفع بعض. وقرأ ابن ذكوان " ولو تقول " على صيغة المضارع، والأقاويل جمع أقوال، والأقوال جمع قول.
45- "لأخذنا منه باليمين" أي بيده اليمين، قال ابن جرير: إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب. وقال الفراء والمبرد والزجاج وابن قتيبة "لأخذنا منه باليمين" أي بالقوة والقدرة. قال ابن قتيبة: وإنما أقام اليمين مقام القوة، لأن قوة كل شيء في ميامنه، ومن هذا قول الشاعر: إذا مــا رايــة نـصبـت لـمـجـد تلقاهــا عرابــة باليمين وقول الآخر: ولما رأيت الشمس أشرق نورها تناولت منها حاجتي بيميني
46- "ثم لقطعنا منه الوتين" الوتين عرق يجري في الظهر حتى يصل بالقلب، وهو تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله المملوك بمن يغضبون عليه. قال الواحدي: والمفسرون يقولون إنه نياط القلب انتهى، ومن هذا قول الشاعر: إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين
47- "فما منكم من أحد عنه حاجزين" أي ليس منكم أحد يحجزنا عنه ويدفعنا منه، فكيف يتكلف الكذب على الله لأجلكم مع علمه أنه لو تكلف ذلك لعاقبناه ولا تقدرون على الدفع منه، والحجز والمنع، "حاجزين" صفة لأحد، أو خبر لما الحجازية.
48- "وإنه لتذكرة للمتقين" أي إن القرآن لتذكرة لأهل التقوى لأنهم المنتفعون به.
49- "وإنا لنعلم أن منكم مكذبين" أي أن بعضكم يكذب بالقرآن فنحن نجازيهم على ذلك، وفي هذا وعيد شديد.
50- "وإنه لحسرة على الكافرين" أي وإن القرآن لحسرة وندامة على الكافرين يوم القيامة عند مشاهدتهم لثواب المؤمنين وقيل هي حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحديثهم بأن يأتوا بسورة من مثله.
51- "وإنه لحق اليقين" أي وإن القرآن لكونه من عند الله حق فلا يحول حوله ريب ولا يتطرق إليه شك.
52- "فسبح باسم ربك العظيم" أي نزهه عما لا يليق به، وقيل فصل لربك، والأول أولى. وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: "إني ظننت" قال: أيقنت. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب "قطوفها دانية" قال قريبة. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد و[ابن] المنذر عن البراء في الآية قال: يتناول الرجل من فواكهها وهو قائم. وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: "فاسلكوه" قال: السلسلة تدخل في استه ثم تخرج من فيه، ثم ينظمون فيه كما ينظم الجراد في العود ثم يشوى. وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي الدرداء قال: إن لله سلسلة لم تزل تغلي منها مراجل النار منذ خلق الله جهنم إلى يوم تلقى في أعناق الناس، وقد نجاها الله من نصفها بإيماننا بالله العظيم، فحضي على طعام المسكين يا أم الدرداء. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: الغسلين الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحومهم. وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخردي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن دلواً من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا". وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال: الغسلين اسم طعام من أطعمة أهل النار. وأخرج ابن جرير عنه " فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون " يقول: بما ترون وما لا ترون. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "لأخذنا منه باليمين" قال: بقدرة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه قال: "الوتين" عرق القلب. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عنه أيضاً قال: "الوتين" نياط القلب. وأخرج الن المنذر والحاكم وصححه عنه أيضاً قال: هو حبل القلب الذي في الظهر. سورة المعارج ويقال سورة المعارج، هي أربع وأربعون آية وهي مكية. قال القرطبي: باتفاق. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة سأل بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. قوله: 1- "سأل سائل بعذاب واقع" قرأ الجمهور "سأل" بالهمزة، وقرأ نافع وابن عامر بغير همزة، فمن همز فهو من السؤال وهي اللغة الفاشية، وهو إما مضمن معنى الدعاء، فلذلك عدي بالباء كما تقول دعوت لكذا، والمعنى: دعا داع على نفسه بعذاب واقع، ويجوز أن يكون على أصله والباء بمعنى عن كقوله: "فاسأل به خبيراً" ومن لم يهمز، فهو إما من باب التخفيف بقلب الهمزة ألفاً، فيكون معناها معنى قراءة من همز، أو يكون من السيلان، والمعنى: سال واد في جهنم يقال له سائل كما قال زيد بن ثابت. ويؤيده قراءة ابن عباس سال سيل وقيل إن سال بمعنى التمس، والمعنى: التمس ملتمس عذاباً للكفار، فتكون الباء زائدة كقوله: "تنبت بالدهن" والوجه الأول هو الظاهر. وقال الأخفش: يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان. قال أبو علي الفارسي: وإذا كان من السؤال فأصله أن يتعدى إلى مفعولين، ويجوز الاقتصار على أحدهما ويتعدى إليه بحرف الجر، وهذا السائل هو النضر بن الحارث حين قال: "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" وهو ممن قتل يوم بدر صبراً، وقيل هو أبو جهل، وقيل هو الحارث بن النعمان الفهري. والأول أولى لما سيأتي. وقرأ أبي وابن مسعود سال سال مثل مال مال على أن الأصل سائل، فحذفت العين تخفيفاً، كما قيل شاك في شائك السلاح. وقيل السائل هو نوح عليه السلام، سأل العذاب للكافرين، وقيل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بالعقاب عليهم، وقوله: "بعذاب واقع" يعني إما في الدنيا كيوم بدر، أو في الآخرة.
وقوله: 2- "للكافرين" صفة أخرى لعذاب: أي كائن للكافرين، أو متعلق بواقع، واللام للعلة، أو يسأل على تضمينه معنى دعا، أو في محل رفع على تقدير: هو للكافرين، أو تكون اللام بمعنى على، ويؤيده قراءة أبي بعذاب واقع على الكافرين. قال الفراء: التقدير بعذاب الكافرين واقع بهم، فالواقع من نعت العذاب، وجملة "ليس له دافع" صفة أخرى لعذاب، أو حال منه، أو مستأنفة، والمعنى: أنه لا يدفع ذلك العذاب الواقع به أحد.
وقوله: 3- "من الله" متعلق بواقع: أي واقع من جهته سبحانه، أو بدافع: أي ليس له دافع من جهته تعالى: "ذي المعارج" أي ذي الدرجات التي تصعد فيها الملائكة، وقال الكلبي: هي السموات، وسماها معارج لأن الملائكة تعرج فيها، وقيل المعارج مراتب نعم الله سبحانه على الخلق، وقيل المعارج العظمة، وقيل هي الغرف. وقرأ ابن مسعود ذي المعارج بزيادة الياء، يقال معارج ومعاريج مثل مفتاح ومفاتيح.
4- "تعرج الملائكة والروح إليه" أي تصعد في تلك المعارج التي جعلها الله لهم، وقرأ الجمهور "تعرج" بالفوقية، وقرأ ابن مسعود وأصحابه والكسائي والسلمي بالتحتية، والروح جبريل، أفرد بالذكر بعد الملائكة لشرفه، ويؤيد هذا قوله: "نزل به الروح الأمين"، وقيل الروح هنا ملك آخر عظيم غير جبريل. وقال أبو صالح: إنه من خلق الله سبحانه كهيئة الناس وليسوا من الناس. وقال قبيصة بن ذؤيب: إنه روح الميت حين تقبض، والأول أولى. ومعنى إليه أي إلى المكان الذي ينتهون إليه، وقيل إلى عرشه، وقيل هو كقول إبراهيم "إني ذاهب إلى ربي" أي إلى حيث أمرني ربي "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" قال ابن إسحاق والكلبي ووهب بن منبه: أي عرج الملائكة إلى المكان الذي هو محلها في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة، وبه قال مجاهد. وقال عكرمة، وروي عن مجاهد أن مدة عمر الدنيا هذا المقدار لا يدري أحد كم مضى ولا كم بقي، ولا يعلم ذلك إلا الله. وقال قتادة والكلبي ومحمد بن كعب: إن المراد يوم القيامة، يعني أن مقدار الأمر فيه لو تولاه غيره سبحانه خمسون ألف سنة، وهو سبحانه يفرغ منه في ساعة، وقيل إن مدة موقف العباد للحساب هي هذا المقدار، ثم يستقر بعد ذلك أهل الجنة وأهل النار في النار. وقيل إن مقدار يوم القيامة على الكافرين خمسون ألف سنة، وعلى المؤمنين مقدار ما بين الظهر والعصر، وقيل ذكر هذا المقدار لمجرد التمثيل والتخييل لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها، أو لطول يوم القيامة باعتبار ما فيه من الشدائد والمكاره كما تصف العرب أيام الشدة بالطول وأيام الفرح بالقصر، ويشبهون اليوم القصير بإبهام القطاة، والطويل بظل الرمح، ومنه قول الشاعر: ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاف المزاهر وقيل في الكلام تقديم وتأخير: أي ليس له دافع من الله ذي المعارج في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تعرج الملائكة والروح إليه، وقد قدمنا الجمع بين هذه الآية وبين قوله في سورة السجدة "في يوم كان مقداره ألف سنة" فارجع إليه. وقد قيل في الجمع إن من أسفل العالم إلى العرش خمسين ألف سنة، ومن أعلى سماء الدنيا إلى الأرض ألف سنة، لأن غلظ كل سماء خمسمائة عام، وما بين أسفل السماء إلى قرار الأرض خمسائمة عام، فالمعنى: أن الملائكة إذا عرجت من أسفل العالم إلى العرش كان مسافة ذلك خمسين ألف سنة، وإن عرجوا من هذه الأرض التي نحن فيها إلى باطن هذه السماء التي هي سماء الدنيا كان مسافة ذلك ألف سنة، وسيأتي في آخر البحث ما يؤيد هذا عن ابن عباس.
ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر فقال: 5- "فاصبر صبراً جميلاً" أي اصبر يا محمد على تكذيبهم لك وكفرهم بما جئت به صبراً جميلاً لا جزع فيه ولا شكوى إلى غير الله، وهذا معنى الصبر الجميل، وقيل هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدري بأنه مصاب، قال ابن زيد وغيره: هي منسوخة بآية السيف.
6- "إنهم يرونه بعيداً" أي يرون العذاب الواقع بهم، أو يرون يوم القيامة بعيداً: أي غير كائن لأنهم لا يؤمنون به، فمعنى بعيداً أي مستبعداً محالاً، وليس المراد أنهم يرونه بعيداً غير قريب. قال الأعمش: يرون البعث بعيداً لأنهم لا يؤمنون به كأنهمي يستبعدونه على جهة الاستحالة كما تقول لمن تناظره هذا بعيد: أي لا يكون.
7- "ونراه قريباً" أي نعلمه كائناً قريباً، لأن ما هو آت قريب. وقيل المعنى: ونراه هيناً في قدرتنا غير متعسر ولا متعذر، والجملة تعليل للأمر بالصبر.
ثم أخبر سبحانه متى يقع بهم العذاب فقال: 8- "يوم تكون السماء كالمهل" والظرف متعلق بمضمر دل عليه واقع، أو بدل من قوله: "في يوم" على تقدير تعلقه بواقع، أو متعلق بقريباً، أو مقدر بعده: أي يوم تكون الخ كان كيت وكيت، أو بدل منالضمير في نراه والأول أولى. والتقدير يقع بهم العذاب "يوم تكون السماء كالمهل" والمهل: ما أذيب من النحاس والرصاص والفضة. وقال مجاهد: هو القيح من الصديد والدم. وقال عكرمة وغيره: هو دردي الزيت، وقد تقدم تفسيره في سورة الكهف والدخان.
9- "وتكون الجبال كالعهن" أي كالصوف المصبوغ، ولا يقال للصوف عهن إلا إذا كان مصبوغاً. قال الحسن: تكون الجبال كالعهن، وهو الصوف الأحمر، وهو أضعف الصوف، وقيل العهن الصوف ذو الألوان، فشبه الجبال به في تكونها ألواناً كما في قوله: "جدد بيض وحمر" "وغرابيب سود" فإذا بست وطيرت في الهواء أشبهت العهن المنقوش إذا طيرته الريح.
10- "ولا يسأل حميم حميماً" أي لا يسأل قريب قريبه عن شأنه في ذلك اليوم لما نزل بهم من شدة الأهوال التي أذهلت القريب عن قريبه، والخليل عن خليله، كما قال سبحانه: "لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه" وقيل المعنى: لا يسأل حميم عن حميم، فحذف الحرف ووصل الفعل. قرأ الجمهور "لا يسأل" مبنياً للفاعل، قيل والمفعول الثاني محذوف والتقدير: لا يسأله نصره ولا شفاعته، وقرأ أبو جعفر وأبو حيوة وشيبة وابن كثير في رواية عنه على البناء للمفعول. وروى هذه القراءة البزي عن عاصم، والمعنى: لا يسأل حميم إحضار حميمه، وقيل هذه القراءةعلى إسقاط حرف الجر: أي لا يسأل حميم عن حميم، بل كل إنسان يسأل عن نفسه وعن عمله.