موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من - الآية 17 من سورة السجدة

سورة السجدة الآية رقم 17 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 17 من سورة السجدة عدة تفاسير, سورة السجدة : عدد الآيات 30 - الصفحة 416 - الجزء 21.

﴿ فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾
[ السجدة: 17]


التفسير الميسر

فلا تعلم نفس ما ادَّخر الله لهؤلاء المؤمنين مما تَقَرُّ به العين، وينشرح له الصدر؛ جزاء لهم على أعمالهم الصالحة.

تفسير الجلالين

«فلا تعلم نفسٌ ما أخفىَ» خبئ «لهم من قرة أعين» ما تقر به أعينهم، وفي قراءة بسكون الياء مضارع «جزاءً بما كانوا يعملون».

تفسير السعدي

وأما جزاؤهم، فقال: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ يدخل فيه جميع نفوس الخلق، لكونها نكرة في سياق النفي.
أي: فلا يعلم أحد مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ من الخير الكثير، والنعيم الغزير، والفرح والسرور، واللذة والحبور، كما قال تعالى على لسان رسوله: "أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"فكما صلوا في الليل، ودعوا، وأخفوا العمل، جازاهم من جنس عملهم، فأخفى أجرهم، ولهذا قال: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

تفسير البغوي

( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم ) قرأ حمزة ويعقوب : " أخفي لهم " ساكنة الياء ، أي : أنا أخفي لهم ومن حجته قراءة ابن مسعود " نخفي " بالنون .
وقرأ الآخرون بفتحها .
( من قرة أعين ) مما تقر به أعينهم ( جزاء بما كانوا يعملون )أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا إسحاق بن نصر ، أخبرنا أبو أسامة عن الأعمش ، أخبرنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقول الله تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعتم عليه " ، ثم قرأ : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : هذا مما لا تفسير له .
وعن بعضهم قال : أخفوا أعمالهم فأخفى الله ثوابهم .

تفسير الوسيط

وقوله- سبحانه-: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ .
.
.
بيان للعطاء الجزيل، والثواب العظيم.
أى: فلا تعلم نفس من النفوس سواء أكانت لملك مقرب، أم لنبي مرسل، ما أخفاه الله- تعالى- لهؤلاء المؤمنين المتهجدين بالليل والناس نيام، من ثواب تقر به أعينهم، وتسعد به قلوبهم، وتبتهج له نفوسهم.
.
وهذا العطاء الجزيل إنما هو بسبب أعمالهم الصالحة في الدنيا.
وهكذا نرى في هذه الآيات الكريمة صورة مشرقة لعباد الله الصالحين، وللثواب الذي لا تحيط به عبارة، والذي أكرمهم الله- تعالى- به.
وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات، عددا من الأحاديث الواردة في فضل قيام الليل، منها ما رواه الإمام أحمد عن معاذ بن جبل- رضى الله عنه- قال: كنت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه.
ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرنى بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار.
فقال: «لقد سألت عن عظيم، وأنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت.
ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين، ثم قرأ صلّى الله عليه وسلم: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا .
.
.
»وعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، جاء مناد فنادى بصوت يسمع الخلائق: سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم.
ثم يرجع فينادى: ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع» .
وعن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إن الله- تعالى- قال: «أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».
ثم بين- سبحانه- بعد ذلك أن عدالته قد اقتضت عدم التسوية بين الأخيار والأشرار، وأن كل إنسان إنما يجازى يوم القيامة على حسب عمله فقال- تعالى-.

المصدر : تفسير : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من