موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير فأخذه الله نكال الآخرة والأولى - الآية 25 من سورة النازعات

سورة النازعات الآية رقم 25 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 25 من سورة النازعات عدة تفاسير, سورة النازعات : عدد الآيات 46 - الصفحة 584 - الجزء 30.

﴿ فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ ﴾
[ النازعات: 25]


التفسير الميسر

فجمع أهل مملكته وناداهم، فقال: أنا ربكم الذي لا ربَّ فوقه، فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة، وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين. إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظةً لمن يتعظ وينزجر.

تفسير الجلالين

(فأخذه الله) أهلكه بالغرق (نكال) عقوبة (الآخرة) أي هذه الكلمة (والأولى) أي قوله قبلها: "" ما علمت لكم من إله غيري "" وكان بينهما أربعون سنة.

تفسير السعدي

فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى أي: صارت عقوبته دليلا وزاجرا، ومبينة لعقوبة الدنيا والآخرة،

تفسير البغوي

( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) قال الحسن وقتادة : عاقبه الله فجعله نكال الآخرة والأولى ، أي في الدنيا بالغرق وفي الآخرة بالنار .
وقال مجاهد وجماعة من المفسرين : أراد بالآخرة والأولى كلمتي فرعون قوله : " ما علمت لكم من إله غيري " ( القصص - 38 ) وقوله : " أنا ربكم الأعلى " وكان بينهما أربعون سنة .

تفسير الوسيط

ثم بين - سبحانه - ما ترتب على هذا الفجور الذى تلبس به فرعون ، وعلى هذا الطغيان الذى تجاوز مه كل حد ، فقال : ( فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الآخرة والأولى ) .
والنكال : مصدر بمعنى التنكيل ، وهو العقاب الذى يجعل من رآه فى حالة تمتعه وتصرفه عما يؤدى إليه ، يقال : نَكَّلَ فلان بفلان ، إذا أوقع به عقوبة شديدة تجعله نكالا وعبرة لغيره وهو منصوب على أنه مصدر مؤكد لقوله ( فَأَخَذَهُ ) ، لأن معناه نكل به ، والتعبير بالأخذ اللإشعار بأن هذه العقوبة كانت محيطة بالمأخوذ بحيث لا يستطيع التفلت منها .
والمراد بالآخرة : الدار الآخرة ، والمراد بالأولى : الحياة الدنيا .
أى : أن فرعون عندما تمادى فى تكذيبه وعصيانه وطغيانه .
.
كانت نتيجة ذلك أن أخذه الله - تعالى - أخذ عزيز مقتدر ، بأن أنزل به فى الآخرة أشد أنواع الإِحراق ، وأنزل به فى الدنيا أفظع ألوان الإِغراق .
وقدم - سبحانه - عذاب الآخرة على الأولى ، لأنه أشد وأبقى .
ومنهم من يرى أن المراد بالآخرة قوله لقومه : ( أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى ) ، وأن المراد بالأولى تكذيبه لموسى - عليه السلام - أى ، فعاقبه الله - تعالى - على هاتين المعصيتين وهذا العقاب الأليم ، بأن أغرقه ومن معه جميعا .
.
ويبدو لنا أن التفسير الأول هو الأقرب إلى ما تفيده الآية الكريمة ، إذ من المعروف أن الآخرة ، هى ما تقابل الأولى وهى دار الدنيا ، ولذا قال الإِمام ابن كثير : قوله - تعالى - : ( فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الآخرة والأولى ) أى : انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين فى الدنيا .
ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ، كما قال - تعالى - : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار وَيَوْمَ القيامة لاَ يُنصَرُونَ ) هذا هو الصحيح فى معنى الآية ، أن المراد بقوله : ( نَكَالَ الآخرة والأولى ) أى : الدنيا والآخرة .
وقيل المراد بذلك كلمتاه الأولى والثانية .
وقيل : كفره وعصيانه ، والصحيح الذى لا شك فيه الأول .
.

المصدر : تفسير : فأخذه الله نكال الآخرة والأولى