موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد - الآية 26 من سورة يوسف

سورة يوسف الآية رقم 26 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 26 من سورة يوسف عدة تفاسير, سورة يوسف : عدد الآيات 111 - الصفحة 238 - الجزء 12.

﴿ قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ ﴾
[ يوسف: 26]


التفسير الميسر

قال يوسف: هي التي طلبت مني ذلك، فشهد صبي في المهد مِن أهلها فقال: إن كان قميصه شُقَّ من الأمام فصدقت في اتِّهامها له، وهو من الكاذبين.

تفسير الجلالين

«قال» يوسف متبرئا «هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها» ابن عمها، روي أنه كان في المهد فقال «إن كان قميصه قُدَّ من قُبل» قدام «فصدقت وهو من الكاذبين»

تفسير السعدي

فبرأ نفسه مما رمته به، وقال: هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي فحينئذ احتملت الحال صدق كل واحد منهما ولم يعلم أيهما.
ولكن الله تعالى جعل للحق والصدق علامات وأمارات تدل عليه، قد يعلمها العباد وقد لا يعلمونها، فمنَّ الله في هذه القضية بمعرفة الصادق منهما، تبرئة لنبيه وصفيه يوسف عليه السلام، فانبعث شاهد من أهل بيتها، يشهد بقرينة من وجدت معه، فهو الصادق، فقال: إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ لأن ذلك يدل على أنه هو المقبل عليها، المراود لها المعالج، وأنها أرادت أن تدفعه عنها، فشقت قميصه من هذا الجانب.

تفسير البغوي

( قال هي راودتني عن نفسي ) يعني : طلبت مني الفاحشة فأبيت وفررت .
وقيل : ما كان يريد يوسف أن يذكره ، فلما قالت المرأة : ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ؟ ذكره ، فقال : هي راودتني عن نفسي .
( وشهد شاهد ) وحكم حاكم ( من أهلها ) اختلفوا في ذلك الشاهد :فقال سعيد بن جبير ، والضحاك : كان صبيا في المهد ، أنطقه الله عز وجل ، وهو رواية العوفي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تكلم أربعة وهم صغار : ابن ماشطة ابنة فرعون ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم عليه السلام " .
وقيل : كان ذلك الصبي ابن خال المرأة .
وقال الحسن ، وعكرمة ، وقتادة ، ومجاهد : لم يكن صبيا ، ولكنه كان رجلا حكيما ذا رأي .
قال السدي : هو ابن عم راعيل ، فحكم فقال : ( إن كان قميصه قد من قبل ) أي : من قدام ( فصدقت وهو من الكاذبين ) .

تفسير الوسيط

وهنا نجد يوسف- عليه السلام- لا يجد مفرا من الرد على هذا الاتهام الباطل، فيقول- كما حكى القرآن عنه-: قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي.
.
.
.
أى: قال يوسف مدافعا عن نفسه: إنى ما أردت بها سوءا كما تزعم وإنما هي التي بالغت في ترغيبى وإغرائى بارتكاب ما لا يليق معها.
.
ثم قال- تعالى-: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ.
وهذا الشاهد ذهب بعضهم إلى أنه كان ابن خال لها، وقيل ابن عم لها .
.
.
قال صاحب المنار: «ولكن الرواية عن ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك، أنه كان صبيا في المهد، ويؤيدها ما رواه أحمد وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تكلم في المهد أربعة وهم: صغار ابن ماشطة ابنة فرعون.
وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى ابن مريم» .
وروى ابن جرير عن أبى هريرة قال: «عيسى بن مريم وصاحب يوسف وصاحب جريج تكلموا في المهد» وهذا موقوف، والمرفوع ضعيف، وقد اختاره ابن جرير، وحكاه ابن كثير بدون تأييد ولا تضعيف .
.
.
» .
وعلى أية حال فالذي يهمنا أن الله- تعالى- قد سخر في تلك اللحظة الحرجة، من يدلى بشهادته لتثبت براءة يوسف أمام العزيز.
وألقى الله- تعالى- هذه الشهادة على لسان من هو من أهلها، لتكون أوجب للحجة عليها، وأوثق لبراءة يوسف، وأنفى للتهمة عنه.
وقد قال هذا الشاهد في شهادته- كما حكى القرآن عنه- إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ أى: من أمام «فصدقت» في أنه أراد بها سوءا، لأن ذلك يدل على أنها دافعته من الأمام وهو يريد الاعتداء عليها.
«وهو من الكاذبين» في قوله «هي راودتني عن نفسي» .

المصدر : تفسير : قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد