موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس - الآية 29 من سورة القصص

سورة القصص الآية رقم 29 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 29 من سورة القصص عدة تفاسير, سورة القصص : عدد الآيات 88 - الصفحة 389 - الجزء 20.

﴿ ۞ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارٗاۖ قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا لَّعَلِّيٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ ﴾
[ القصص: 29]


التفسير الميسر

فلما وفى نبي الله موسى -عليه السلام- صاحبه المدة عشر سنين، وهي أكمل المدتين، وسار بأهله إلى "مصر" أبصر من جانب الطور نارًا، قال موسى لأهله: تمهلوا وانتظروا إني أبصرت نارًا؛ لعلي آتيكم منها بنبأ، أو آتيكم بشعلة من النار لعلكم تستدفئون بها.

تفسير الجلالين

«فلما قضى موسى الأجل» أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به «وسار بأهله» زوجته بإذن أبيها نحو مصر «آنس» أبصر من بعيد «من جانب الطور» اسم جبل «ناراً قال لأهله امكثوا» هنا «إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر» عن الطريق وكان قد أخطئها «أو جذوة» بتثليث الجيم قطعة وشعلة «من النار لعلكم تصطلون» تستدفئون والطاء بدل من تاء الافتعال من صلي بالنار بكسر اللام وفتحها.

تفسير السعدي

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ يحتمل أنه قضى الأجل الواجب، أو الزائد عليه، كما هو الظن بموسى ووفائه، اشتاق إلى الوصول إلى أهله ووالدته وعشيرته، ووطنه، وعلم من طول المدة، أنهم قد تناسوا ما صدر منه.
سَارَ بِأَهْلِهِ قاصدا مصر، آنَسَ أي: أبصر مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ وكان قد أصابهم البرد، وتاهوا الطريق.

تفسير البغوي

قوله - عز وجل - : ( فلما قضى موسى الأجل ) يعني أتمه وفرغ منه ، ( وسار بأهله ) قال مجاهد : لما قضى موسى الأجل مكث بعد ذلك عند صهره عشرا آخر فأقام عنده عشرين سنة ، ثم استأذنه في العود إلى مصر ، فأذن له ، فخرج بأهله إلى جانب مصر ، ( آنس ) يعني : أبصر ، ( من جانب الطور نارا ) وكان في البرية في ليلة مظلمة ، شديدة البرد وأخذ امرأته الطلق ، ( قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر ) عن الطريق ، لأنه كان قد أخطأ الطريق ، ( أو جذوة من النار ) يعني : قطعة وشعلة من النار .
وفيها ثلاث لغات ، قرأ عاصم : " جذوة " بفتح الجيم ، وقرأ حمزة بضمها ، وقرأ الآخرون بكسرها ، قال قتادة ومقاتل : هي العود الذي قد احترق بعضه ، وجمعها " جذى " ( لعلكم تصطلون ) تستدفئون .

تفسير الوسيط

والمراد بالأجل في قوله- تعالى-: فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ.
.
المدة التي قضاها موسى أجيرا عند الشيخ الكبير، بجهة مدين.
والمعنى: ومكث موسى عشر سنين في مدين، فلما قضاها وتزوج بإحدى ابنتي الشيخ الكبير، استأذن منه وَسارَ بِأَهْلِهِ أى وسار بزوجته متجها إلى مصر ليرى أقاربه وذوى رحمه، أو إلى مكان آخر قيل: هو بيت المقدس.
آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً ولفظ آنَسَ من الإيناس، وهو إبصار الشيء ورؤيته بوضوح لا التباس معه، حتى لكأنه يحسه بجانب رؤيته له.
أى: وخلال سيره بأهله إلى مصر، رأى بوضوح وجلاء مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً.
أى: رأى من الجهة التي تلى جبل الطور نارا عظيمة.
قال الآلوسى: «استظهر بعضهم أن المبصر كان نورا حقيقة، إلا أنه عبر عنه بالنار، اعتبارا لاعتقاد موسى- عليه السلام-، وقال بعضهم: كان المبصر في صور النار الحقيقة، وأما حقيقته، فوراء طور العقل، إلا أن موسى- عليه السلام- ظنه النار المعروفة» .
وقوله- سبحانه- قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً.
.
حكاية لما قاله موسى- عليه السلام- لزوجته ومن معها عند ما أبصر النار.
أى: عند ما أبصر موسى النار بوضوح وجلاء قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا في مكانكم إِنِّي آنَسْتُ ناراً على مقربة منى وسأذهب إليها.
لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ ينفعنا في مسيرتنا، أَوْ أقتطع لكم منها جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ.
قال الجمل: قرأ حمزة: أَوْ جَذْوَةٍ بضم الجيم.
وقرأ عاصم بالفتح، وقرأ الباقون بالكسر، وهي لغات في العود الذي في رأسه نار، هذا هو المشهور.
وقيده بعضهم فقال: في رأسه نار من غير لهب، وقد ورد ما يقتضى وجود اللهب فيه، وقيل: الجذوة العود الغليظ سواء أكان في رأسه نار أم لم يكن.
وليس المراد هنا إلا ما في رأسه نار.
وقوله: تَصْطَلُونَ من الاصطلاء بمعنى الاقتراب من النار للاستدفاء بها من البرد.
والطاء فيه مبدلة من تاء الافتعال.
أى: قال موسى لأهله امكثوا في مكانكم حتى أرجع إليكم، فإنى أبصرت نارا سأذهب إليها، لعلى آتيكم من جهتها بخبر يفيدنا في رحلتنا، أو أقتطع لكم منها قطعة من الجمر، كي تستدفئوا بها من البرد.
قال ابن كثير ما ملخصه: وكان ذلك بعد ما قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم، وسار بأهله.
قيل: قاصدا بلاد مصر بعد أن طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سنين، ومعه زوجته، فأضل الطريق، وكانت ليلة شاتية.
ونزل منزلا بين شعاب وجبال، في برد وشتاء، وسحاب وظلام وضباب وجعل يقدح بزند معه ليورى نارا- أى: ليخرج نارا- كما جرت العادة به، فجعل لا يقدح شيئا، ولا يخرج منه شرر ولا شيء، فبينما هو كذلك إذ آنس من جانب الطور نارا.
.
.

المصدر : تفسير : فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس