موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير وشاهد ومشهود - الآية 3 من سورة البروج

سورة البروج الآية رقم 3 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 3 من سورة البروج عدة تفاسير, سورة البروج : عدد الآيات 22 - الصفحة 590 - الجزء 30.

﴿ وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ ﴾
[ البروج: 3]


التفسير الميسر

أقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر، وبيوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه، وشاهد يشهد، ومشهود يشهد عليه. ويقسم الله- سبحانه- بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله، فإن القسم بغير الله شرك. لُعن الذين شَقُّوا في الأرض شقًا عظيمًا؛ لتعذيب المؤمنين، وأوقدوا النار الشديدة ذات الوَقود، إذ هم قعود على الأخدود ملازمون له، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضورٌ. وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الذي لا يغالَب، الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه، الذي له ملك السماوات والأرض، وهو- سبحانه- على كل شيء شهيد، لا يخفى عليه شيء.

تفسير الجلالين

«وشاهد» يوم الجمعة «ومشهود» يوم عرفة كذا فسرت الثلاثة في الحديث فالأول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه، والثالث تشهده الناس والملائكة، وجواب القسم محذوف صدره، تقديره لقد.

تفسير السعدي

وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ وشمل هذا كل من اتصف بهذا الوصف أي: مبصر ومبصر، وحاضر ومحضور، وراء ومرئي.

تفسير البغوي

( وشاهد ومشهود ) أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبد الله بن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اليوم الموعود يوم القيامة ، والمشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة ، ما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة ، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها خيرا إلا استجاب الله له ، أو يستعيذ [ به ] من شر إلا أعاذه منه " ، وهذا قول ابن عباس .
والأكثرون : أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر .
وروي عن ابن عمر : " الشاهد " يوم الجمعة ، " والمشهود " يوم [ النحر ]قال سعيد بن المسيب : " الشاهد " يوم التروية ، " والمشهود " يوم عرفة .
وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : " الشاهد " محمد - صلى الله عليه وسلم - و " المشهود " : يوم القيامة ، ثم تلا " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " ( النساء - 41 ) ، وقال : ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وقال عبد العزيز بن يحيى : " الشاهد " : محمد - صلى الله عليه وسلم - ، و " المشهود " : الله - عز وجل - ، بيانه : قوله " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " .
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : " الشاهد " آدم ، و " المشهود " يوم القيامة .
وقال عكرمة " الشاهد " الإنسان و " المشهود " يوم القيامة .
وعنه أيضا : الشاهد الملك يشهد على ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة .
وتلا " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " ( ق - 21 ) و " وذلك يوم مشهود " ( هود - 103 ) وقيل : الشاهد [ الحفظة والمشهود بنو آدم .
وقال عطاء بن يسار : الشاهد ] آدم وذريته ، والمشهود يوم القيامة .
وروى الوالبي عن ابن عباس : الشاهد هو الله - عز وجل - والمشهود يوم القيامة .
وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم .
بيانه : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " ( البقرة - 143 ) .
وقال سالم بن عبد الله : سألت سعيد بن جبير عن قوله : " وشاهد ومشهود " فقال : الشاهد هو الله والمشهود : نحن ، بيانه : " وكفى بالله شهيدا " ( النساء - 79 ) وقيل : الشاهد أعضاء بني آدم ، والمشهود ابن آدم ، بيانه : " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم " الآية ( النور - 24 ) وقيل : الشاهد الأنبياء والمشهود محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بيانه : قوله : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ( آل عمران - 81 ) .

تفسير الوسيط

وقوله : ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قسم ثالث ببعض مخلوقاته - تعالى - .
والشاهد اسم فاعل من المشاهدة بمعنى الرؤية ، فالشاهد هو الرائى ، أو المشهود عليه بأنه حق .
فالمراد بالشاهد : من يحضر ذلك اليوم من الخلائق المبعوثين ، وما يراه فيه من عجائب وأهوال ، من المشاهدة بمعنى الرؤية والحضور ، أو من يشهد فى ذلك اليوم على غيره ، من الشهادة على الخصم .
وقد ذكر المفسرون فى معنى هذين اللفظين ، ما يقرب من عشرين وجها .
قال صاحب الكشاف وقوله : ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) يعنى : وشاهد فى ذلك اليوم ومشهود فيه .
والمراد بالشاهد : من يشهد فيه من الخلائق كلهم .
وبالمشهود : ما فى ذلك اليوم من عجائبه .
ثم قال : وقد اضطربت أقوال المفسرين فيما ، فقيل : الشاهد والمشهود : محمد صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة .
وقيل : عيسى وأمته .
وقيل : أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأمم .
وقيل : يوم التروية ويوم عرفة .
وقيل : يوم عرفة ويوم الجمعة .
وقيل : الحجر الأسود ، والحجيج .
وقيل : الأيام والليالى .
وقيل : الحفظة وبنو آدم .
.
ويبدو لنا أن أقرب الأقوال والصواب : أن المراد بالشاهد هنا : الحاضر فى ذلك اليوم العظيم وهو يوم القيامة ، والرائى لأهواله وعجائبه .
وأن المراد بالمشهود : ما يشاهد فى ذلك اليوم من أحوال يشيب لها الولدان .
وقال - سبحانه - ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) بالتنكير ، لتهويل أمرهما ، وتفخيم شأنهما .

المصدر : تفسير : وشاهد ومشهود