موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين - الآية 43 من سورة آل عمران

سورة آل عمران الآية رقم 43 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 43 من سورة آل عمران عدة تفاسير, سورة آل عمران : عدد الآيات 200 - الصفحة 55 - الجزء 3.

﴿ يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ ﴾
[ آل عمران: 43]


التفسير الميسر

يا مريم داومي على الطاعة لربك، وقومي في خشوع وتواضع، واسجدي واركعي مع الراكعين؛ شكرًا لله على ما أولاكِ من نعمه.

تفسير الجلالين

«يا مريم اقنتي لربك» أطيعيه «واسجدي واركعي مع الراكعين» أي صلِّي مع المصلِّين.

تفسير السعدي

اقنتي لربك القنوت دوام الطاعة في خضوع وخشوع، واسجدي واركعي مع الراكعين خص السجود والركوع لفضلهما ودلالتهما على غاية الخضوع لله، ففعلت مريم، ما أمرت به شكرا لله تعالى وطاعة

تفسير البغوي

قوله تعالى ( يا مريم اقنتي لربك ) قالت لها الملائكة شفاها أي أطيعي ربك ، وقال مجاهد أطيلي القيام في الصلاة لربك [ والقنوت : الطاعة ] وقيل : القنوت طول القيام قال الأوزاعي : لما قالت لها الملائكة ذلك قامت في الصلاة حتى ورمت قدماها وسالت دما وقيحا ( واسجدي واركعي ) قيل : إنما قدم السجود على الركوع لأنه كان كذلك في شريعتهم وقيل : بل كان الركوع قبل السجود في الشرائع كلها وليس الواو للترتيب بل للجمع ، ويجوز أن يقول الرجل : رأيت زيدا وعمرا ، وإن كان قد رأى عمرا قبل زيد ( مع الراكعين ) ولم يقل مع الراكعات ليكون أعم وأشمل فإنه يدخل فيه الرجال والنساء وقيل : معناه مع المصلين في الجماعة

تفسير الوسيط

ثم حكى القرآن أن الملائكة أمرت مريم بأن تكثر من عبادة الله- تعالى- ومن المداومة على طاعته شكرا له فقال- تعالى-:يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ.
القنوت.
لزوم الطاعة والاستمرار عليها، مع استشعار الخشوع والخضوع الله رب العالمين.
أى: قالت الملائكة أيضا لمريم: يا مريم أخلصى العبادة لله وحده وداومى عليها، وأكثرى من السجود الله ومن الركوع مع الراكعين، فإن ملازمة الطاعات والصلوات من شأنها أن تحفظ النعم وأن تزيد الإنسان قربا وحبا من خالقه- عز وجل-.
فالآية الكريمة دعوة قوية من الله- تعالى- لمريم ولعباده جميعا بالمحافظة على العبادات ولا سيما الصلاة في جماعة.
قال صاحب الكشاف: أمرت بالصلاة بذكر القنوت والسجود لكونهما من هيئة الصلاة وأركانها ثم قيل لها وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ بمعنى ولتكن صلاتك مع المصلين أى في الجماعة، أو انظمى نفسك في جملة المصلين وكوني معهم في عدادهم ولا تكوني في عداد غيرهم .
فأنت ترى في هاتين الآيتين أسمى ألوان المدح والتكريم والتهذيب لمريم البتول، فلقد أخبر- سبحانه- باصطفائها صغيرة وكبيرة، وبطهرها من كل سوء، والإشارة إلى الطهر هنا إشارة ذات مغزى، وذلك لما لا بس مولد عيسى- عليه السّلام- من خوارق، هذه الخوارق جعلت اليهود يفترون الكذب على مريم، ويتهمونها زورا وبهتانا بما هي بريئة منه، ثم بعد ذلك يأمرها- سبحانه- بمداومة الطاعة والعبادة والخضوع الله رب العالمين.
وبذلك يتبين لكل ذي عقل سليم أن الإسلام الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم هو الدين الحق، لأنه قد قال القول الحق في شأن مريم وابنها عيسى- عليه السّلام- أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فقد اختلفوا في شأنهما اختلافا عظيما أدى بهم إلى الضلال والخسران.

المصدر : تفسير : يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين