موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم - الآية 53 من سورة طه

سورة طه الآية رقم 53 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 53 من سورة طه عدة تفاسير, سورة طه : عدد الآيات 135 - الصفحة 315 - الجزء 16.

﴿ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدٗا وَسَلَكَ لَكُمۡ فِيهَا سُبُلٗا وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّن نَّبَاتٖ شَتَّىٰ ﴾
[ طه: 53]


التفسير الميسر

هو الذي جعل لكم الأرض ميسَّرة للانتفاع بها، وجعل لكم فيها طرقًا كثيرة، وأنزل من السماء مطرًا، فأخرج به أنواعًا مختلفة من النبات.

تفسير الجلالين

هو «الذي جعل لكم» في جملة الخلق «الأرض مهادا» فراشا «وسلك» سهل «لكم فيها سبلا» طرقا «وأنزل من السماء ماءً» مطرا قال تعالى تتميما لما وصفه به موسى وخطابا لأهل مكة «فأخرجنا به أزواجا» أصنافا «من نبات شتى» صفة أزواجا أي مختلفة الألوان والطعوم وغيرهما، وشتى جمع شتيت كمريض ومرضى، من شت الأمر تفرق.

تفسير السعدي

فقال: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا أي: فراشا بحالة تتمكنون من السكون فيها، والقرار، والبناء، والغراس، وإثارتها للازدراع وغيره، وذللها لذلك، ولم يجعلها ممتنعة عن مصلحة من مصالحكم.
وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا أي: نفذ لكم الطرق الموصلة، من أرض إلى أرض، ومن قطر إلى قطر، حتى كان الآدميون يتمكنون من الوصول إلى جميع الأرض بأسهل ما يكون، وينتفعون بأسفارهم، أكثر مما ينتفعون بإقامتهم.
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى أي: أنزل المطر فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وأنبت بذلك جميع أصناف النوابت على اختلاف أنواعها، وتشتت أشكالها، وتباين أحوالها، فساقه، وقدره، ويسره، رزقا لنا ولأنعامنا، ولولا ذلك لهلك من عليها من آدمي وحيوان

تفسير البغوي

( الذي جعل لكم الأرض مهدا ) قرأ أهل الكوفة : ( مهدا ) ها هنا ، وفي الزخرف ، فيكون مصدرا ، أي : فرشا ، وقرأ الآخرون : " مهادا " ، كقوله تعالى : " ألم نجعل الأرض مهادا " ( النبإ : 16 ) ، أي : فراشا وهو اسم لما يفرش ، كالبساط : اسم لما يبسط .
( وسلك لكم فيها سبلا ) [ السلك : إدخال الشيء في الشيء ، والمعنى : أدخل في الأرض لأجلكم طرقا تسلكونها ] قال ابن عباس : سهل لكم فيها طرقا تسلكونها .
( وأنزل من السماء ماء ) يعني : المطر .
تم الإخبار عن موسى ، ثم أخبر الله عن نفسه بقوله : ( فأخرجنا به ) بذلك الماء ( أزواجا ) أصنافا ، ( من نبات شتى ) مختلف الألوان والطعوم والمنافع من بين أبيض وأحمر وأخضر وأصفر ، فكل صنف منها زوج ، فمنها للناس ومنها للدواب .

تفسير الوسيط

ثم بين له آثار علم الله- تعالى- وقدرته فقال: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً .
.
.
أى: هو- سبحانه- الذي جعل لكم الأرض ممهدة كالفراش، ليتسنى لكم الانتفاع بخيراتها، وقرأ الأكثرون من السبعة، مِهاداً أى: فراشا.
والمهاد في الأصل ما يمهد للصبي لينام عليه.
وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا والسلك: الإدخال.
أى: وجعل لكم في داخلها طرقا تنتقلون فيها من مكان إلى مكان، ومن بلدة إلى أخرى، لقضاء مصالحكم.
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى والأزواج: الأصناف.
أى: وأنزل- سبحانه- بقدرته من السماء ماء نافعا كثيرا فأخرجنا بسبب هذا الماء من الأرض أصنافا شتى- أى متفرقة- من النبات، وهذه الأصناف مختلفة المنافع والألوان والطعوم والروائح، مما يدل على كمال قدرتنا، ونفاذ إرادتنا.
وفي قوله فَأَخْرَجْنا التفات من الغيبة إلى التكلم بصيغة التعظيم، للتنبيه على عظم شأن هذا الإخراج، وأثره الكبير في حياة الناس.
فأنت ترى أن هذه الآية الكريمة قد اشتملت على أربع منن قد امتن الله بها على عباده، وهي: تمهيد الأرض، وجعل الطرق فيها، وإنزال المطر من السماء، وإخراج النبات المتنوع من الأرض.
وهذه المنن وإن كانت ظاهرة وواضحة في جميع فجاج الأرض، إلا أنها أظهر ما تكون وأوضح ما تكون في أرض مصر التي كان يعيش فيها فرعون حيث تبدو الأرض فيها منبسطة ممهدة على جانبي النيل الممتد امتدادا كبيرا.
وكان الأجدر بفرعون- لو كان يعقل- أن يخلص العبادة لواهب هذه المنن، ومسدي هذه النعم، وهو الله رب العالمين.

المصدر : تفسير : الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم