موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين - الآية 60 من سورة الحجر

سورة الحجر الآية رقم 60 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 60 من سورة الحجر عدة تفاسير, سورة الحجر : عدد الآيات 99 - الصفحة 265 - الجزء 14.

﴿ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ قَدَّرۡنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ ﴾
[ الحجر: 60]


التفسير الميسر

قالوا: إن الله أرسلنا لإهلاك قوم لوط المشركين الضالين إلا لوطًا وأهله المؤمنين به، فلن نهلكهم وسننجيهم أجمعين، لكن زوجته الكافرة قضينا بأمر الله بإهلاكها مع الباقين في العذاب.

تفسير الجلالين

«إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين» الباقين في العذاب لكفرها.

تفسير السعدي

تفسير الآيتين 59 و 60 : إِلَّا آلَ لُوطٍ أي: إلا لوطا وأهله إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ أي: الباقين بالعذاب، وأما لوط فسنخرجنه وأهله وننجيهم منها، فجعل إبراهيم يجادل الرسل في إهلاكهم ويراجعهم، فقيل له: يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود فذهبوا منه.

تفسير البغوي

( إلا امرأته ) أي : امرأة لوط ( قدرنا ) قضينا ( إنها لمن الغابرين ) الباقين في العذاب والاستثناء من النفي إثبات ، ومن الإثبات نفي ، فاستثنى امرأة لوط من الناجين فكانت ملحقة بالهالكين .
قرأ أبو بكر " قدرنا " ها هنا وفي سورة النمل بتخفيف الدال .
والباقون بتشديدها .

تفسير الوسيط

وقوله- سبحانه- إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ استثناء من الضمير في لَمُنَجُّوهُمْ، إخراجا لها من التنجية.
أى: إلا امرأة لوط- عليه السلام- فليست ممن سننجيه، بل هي ممن سنهلكه مع القوم المجرمين.
ومعنى (قدرنا) : قضينا وحكمنا.
والغابر: الباقي.
يقال غبر الشيء غبورا إذا بقي وأصله من الغبرة وهي بقية اللبن في الضرع.
وقد يستعمل في الماضي فيكون هذا اللفظ من الأضداد.
ونسب الملائكة التقدير إليهم فقالوا إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا .
.
.
مع أنه فعل الله- تعالى- لما لهم من الزلفى عنده- سبحانه-، ولأنهم ما أرسلوا لإهلاك المجرمين وإنجاء المؤمنين إلا بأمره.
قال الآلوسى ما ملخصه: والظاهر أن قوله- تعالى- إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا .
.
.
من كلام الملائكة، وأسندوا التقدير إلى أنفسهم- وهو فعل الله- سبحانه- لما لهم من القرب والاختصاص، وهذا كما يقول أحد حاشية السلطان: أمرنا بكذا.
.
والآمر في الحقيقة هو السلطان.
وقيل- ولا يخفى بعده-: هو من كلام الله- تعالى- فلا يحتاج إلى تأويل، وكذا لا يحتاج إلى تأويل إذا أريد بالتقدير العلم.
قال بعض العلماء: وفي هذه الآية الكريمة دليل واضح لما حققه علماء الأصول من جواز الاستثناء من الاستثناء، لأنه- تعالى- استثنى آل لوط من إهلاك المجرمين بقوله إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ثم استثنى من هذا الاستثناء امرأة لوط بقوله إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ «2» .
وبهذا نرى أن الآيات الكريمة قد حكت لنا بأسلوب بليغ حكيم، ما دار بين إبراهيم وبين الملائكة الذين جاءوا لتبشيره بغلام عليم، وإخباره بإهلاك القوم المجرمين، وهم قوم لوط- عليه السلام-.
.
ثم حكت السورة بعد ذلك ما دار بينهم وبين لوط- عليه السلام- بعد أن جاءوا إليه، وما دار بين لوط- عليه السلام- وبين قومه المجرمين من مجادلات ومحاورات، وما حل بهؤلاء المجرمين من عذاب جعل أعلى مدينتهم أسفلها.
.
فقال- تعالى-:

المصدر : تفسير : إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين