موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون - الآية 68 من سورة يس

سورة يس الآية رقم 68 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 68 من سورة يس عدة تفاسير, سورة يس : عدد الآيات 83 - الصفحة 444 - الجزء 23.

﴿ وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ أَفَلَا يَعۡقِلُونَ ﴾
[ يس: 68]


التفسير الميسر

ومن نُطِلْ عمره حتى يهرم نُعِدْه إلى الحالة التي ابتدأ منها حالة ضعف العقل وضعف الجسد، أفلا يعقلون أنَّ مَن فعل مثل هذا بهم قادر على بعثهم؟

تفسير الجلالين

«ومن نعمِّره» بإطالة أجله «نَنْكُسْهُ» وفي قراءة بالتشديد من التنكيس «في الخلق» فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما «أفلا يعقلون» أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون، وفي قراءة بالتاء.

تفسير السعدي

يقول تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ من بني آدم نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أي: يعود إلى الحالة التي ابتدأ حالة الضعف، ضعف العقل، وضعف القوة.
أَفَلَا يَعْقِلُونَ أن الآدمي ناقص من كل وجه، فيتداركوا قوتهم وعقولهم، فيستعملونها في طاعة ربهم.

تفسير البغوي

( ومن نعمره ننكسه في الخلق ) قرأ عاصم وحمزة : " ننكسه " بالتشديد ، وقرأ الآخرون بفتح النون الأولى وضم الكاف مخففا ، أي : نرده إلى أرذل العمر شبه الصبي في أول الخلق .
وقيل : " ننكسه في الخلق " أي : نضعف جوارحه بعد قوتها ونردها إلى نقصانها بعد زيادتها .
( أفلا يعقلون ) فيعتبروا ويعلموا أن الذي قدر على تصريف أحوال الإنسان يقدر على البعث بعد الموت .

تفسير الوسيط

ثم بين- سبحانه- أحوال الإنسان عند ما يتقدم به العمر فقال: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ.
وقوله: نُعَمِّرْهُ من التعمير، بمعنى إطالة العمر.
قال القرطبي: وقوله: نُنَكِّسْهُ قرأه عاصم وحمزة- بضم النون الأولى وتشديد الكاف- من التنكيس.
وقرأه الباقون: نُنَكِّسْهُ- بفتح النون الأولى وضم الكاف- من نكست الشيء أنكسه نكسا إذا قلبته على رأسه فانتكس.
قال قتادة: المعنى: أنه يصير إلى حال الهرم الذي يشبه حال الصبا .
.
.
قال الشاعر:من عاش أخلقت الأيام جدّته .
.
.
وخانه ثقتاه السمع والبصرفطول العمر يصير الشباب هرما، والقوة ضعفا، والزيادة نقصا.
.
وقد استعاذ النبي صلّى الله عليه وسلم من أن يرد إلى أرذل العمر.
.
» .
والمعنى: «ومن نطل عمره ننكسه في الخلق» أى: نرده إلى أرذل العمر، فنجعله- بقدرتنا- ضعيفا بعد أن كان قويا، وشيخا بعد أن كان شابا فتيا، وناقص العقل بعد أن كان مكتمله .
.
.
أَفَلا يَعْقِلُونَ ذلك- أيها الناس- مع أنه من الأمور المشاهدة أمام أبصاركم، وتعرفون أن من قدر على تحويل الإنسان من ضعف إلى قوة، ومن قوة إلى ضعف.
.
قادر- أيضا- على إعادته إلى الحياة مرة أخرى بعد موته.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً، يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ .
وقوله- سبحانه- وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً .
وبذلك نرى الآيات الكريمة، قد هددت الكافرين بسوء المصير إذا استمروا في كفرهم، وبينت جانبا من فضل الله- تعالى- عليهم، لعلهم يفيئون إلى رشدهم، ويشكرونه على نعمه.
ثم رد- سبحانه- على الكافرين الذين وصفوا النبي صلّى الله عليه وسلم بأنه شاعر، كما قالوا عن القرآن أنه شعر، فقال- تعالى-:

المصدر : تفسير : ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون