موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله - الآية 85 من سورة التوبة

سورة التوبة الآية رقم 85 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 85 من سورة التوبة عدة تفاسير, سورة التوبة : عدد الآيات 129 - الصفحة 200 - الجزء 10.

﴿ وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾
[ التوبة: 85]


التفسير الميسر

ولا تعجبك -أيها الرسول- أموال هؤلاء المنافقين وأولادهم، إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا بمكابدتهم الشدائد في شأنها، وبموتهم على كفرهم بالله ورسوله.

تفسير الجلالين

«ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق» تخرج «أنفسهم وهم كافرون».

تفسير السعدي

أي‏:‏ لا تغتر بما أعطاهم اللّه في الدنيا من الأموال والأولاد، فليس ذلك لكرامتهم عليه، وإنما ذلك إهانة منه لهم‏.
‏ ‏‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا‏‏ فيتعبون في تحصيلها، ويخافون من زوالها، ولا يتهنئون بها‏.
‏بل لا يزالون يعانون الشدائد والمشاق فيها، وتلهيهم عن اللّه والدار الآخرة، حتى ينتقلوا من الدنيا ‏‏وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ‏‏ قد سلبهم حبها عن كل شيء، فماتوا وقلوبهم بها متعلقة، وأفئدتهم عليها متحرقة‏.

تفسير البغوي

قوله تعالى: "ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون".

تفسير الوسيط

أى: عليك- أيها العاقل- أن لا تغتر بما عند هؤلاء المنافقين من أموال وأولاد، وأن لا يداخل قلبك شيء من الإعجاب بما بين أيديهم من نعم، فإن هذه النعم- التي من أعظمها الأموال والأولاد- إنما أعطاهم الله إياها، ليعذبهم بسببها في الدنيا عن طريق التعب في تحصيلها، والحزن عند فقدها وهلاكها.
وقوله: وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ بيان لسوء مصيرهم في الآخرة، بعد بيان عذابهم في الدنيا، وزهوق النفس: خروجها من الجسد بمشقة وتعب.
أى: أنهم في الدنيا تكون النعم التي بين أيديهم، مصدر عذاب لهم، وأما في الآخرة فعذابهم أشد وأبقى، لأن أرواحهم قد خرجت من أبدانهم وهم مصرون على الكفر والضلال.
فأنت ترى أن الآية الكريمة قد توعدت هؤلاء المنافقين بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، ومن كان مصيره كهذا المصير، لا يستحق الإعجاب أو التكريم وإنما يستحق الاحتقار والإهمال.
وهذه الآية الكريمة، قد سبقتها في السورة نفسها آية أخرى شبيهة بها.
وهي قوله- تعالى-: فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ، إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا، وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ .
وقد أشار صاحب الكشاف إلى سر هذا التكرار فقال: «وقد أعيد قوله وَلا تُعْجِبْكَ .
.
.
لأن تجدد النزول له شأنه في تقرير ما نزل له وتأكيده، وإرادة أن يكون على بال من المخاطب لا ينساه ولا يسهو عنه، وأن يعتقد أن العمل به مهم يفتقر إلى فضل عناية به، لا سيما إذا تراخى ما بين النزولين، فأشبه الشيء الذي أهم صاحبه، فهو يرجع إليه في أثناء حديثه، ويتخلص إليه، وإنما أعيد هذا المعنى لقوته فيما يجب أن يحذر منه» .
ثم بين- سبحانه- موقف المنافقين وموقف المؤمنين بالنسبة للجهاد، كما بين عاقبة كل فريق فقال- تعالى-:

المصدر : تفسير : ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله