موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة - الآية 86 من سورة الزخرف

سورة الزخرف الآية رقم 86 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 86 من سورة الزخرف عدة تفاسير, سورة الزخرف : عدد الآيات 89 - الصفحة 495 - الجزء 25.

﴿ وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾
[ الزخرف: 86]


التفسير الميسر

ولا يملك الذين يعبدهم المشركون الشفاعة عنده لأحد إلا مَن شهد بالحق، وأقر بتوحيد الله وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم يعلمون حقيقة ما أقروا وشهدوا به.

تفسير الجلالين

«ولا يملك الذين يدعون» يعبدون، أي الكفار «من دونه» أي من دون الله «الشفاعة» لأحد «إلا من شهد بالحق» أي قال: لا إله إلا الله «وهم يعلمون» بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم، وهم عيسى وعزير والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين.

تفسير السعدي

وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ أي: كل من دعي من دون اللّه، من الأنبياء والملائكة وغيرهم، لا يملكون الشفاعة، ولا يشفعون إلا بإذن اللّه، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، ولهذا قال: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ أي: نطق بلسانه، مقرا بقلبه، عالما بما شهد به، ويشترط أن تكون شهادته بالحق، وهو الشهادة للّه تعالى بالوحدانية، ولرسله بالنبوة والرسالة، وصحة ما جاءوا به، من أصول الدين وفروعه، وحقائقه وشرائعه، فهؤلاء الذين تنفع فيهم شفاعة الشافعين، وهؤلاء الناجون من عذاب اللّه، الحائزون لثوابه.

تفسير البغوي

( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق ) وهم عيسى وعزير والملائكة فإنهم عبدوا من دون الله ، ولهم الشفاعة ، وعلى هذا يكون " من " في محل الرفع ، وقيل : " من " في محل الخفض ، وأراد بالذين يدعون عيسى وعزيرا والملائكة ، يعني أنهم لا يملكون الشفاعة إلا من شهد بالحق ، والأول أصح ، وأراد بشهادة الحق قوله لا إله إلا الله كلمة التوحيد ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم .

تفسير الوسيط

ثم بين- سبحانه- أنه لا شفاعة لأحد إلا بإذنه، فقال: ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون.
والمراد بالموصول في قوله: وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ .
.
.
الأصنام وغيرها مما عبد من دون الله- تعالى-، وهو فاعل، وجملة يَدْعُونَ صلة لا محل لها من الإعراب، والعائد محذوف.
والشفاعة من الشفع بمعنى الضم، لأن الشفيع ينضم إلى المشفوع له، فيصير شفعا بعد أن كان فردا.
والاستثناء في قوله إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ متصل، لأن المستثنى منه عام، ثم استثنى منه الموحدون، كعيسى ابن مريم.
والمعنى: ولا يملك المعبودون من دون الله- تعالى- الشفاعة لأحد من الناس، إلا من شهد بالحق منهم، وأخلص العبادة لله- تعالى- وحده، كعيسى ابن مريم، وعزير، والملائكة، فهؤلاء يملكونها إذا أذن الله- سبحانه- لهم بها.
ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا، إذا كان المستثنى منه خاصا بالأصنام فيكون المعنى:ولا تملك الأصنام الشفاعة لأحد، لكن من شهد بالحق وبوحدانية الله كعيسى ابن مريم وغيره، فإنه يملكها بإذن الله- تعالى-.
ويصح أن يكون المراد بقوله: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ المؤمن المشفوع فيه فيكون المعنى: ولا يملك أحد الشفاعة لأحد.
إلا لمن آمن بالله- تعالى- وشهد الشهادة الحق وهو المؤمن، فإنه تجوز الشفاعة له، أما الكافر فلا يملك أحد أن يشفع له.
كما قال- تعالى-:وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى.
.
وجملة وَهُمْ يَعْلَمُونَ حالية.
أى: والحال أنهم يعلمون علما يقينا، أن المستحق للعباد هو الله- تعالى-.
وقيد- سبحانه- الشهادة بقوله وَهُمْ يَعْلَمُونَ للإشعار بأن الشهادة بالحق مع العلم بها هي المعتدة، أما الشهادة بدون علم بالمشهود به فإنها لا تكون كذلك.
وجمع- سبحانه- الضمير هُمْ باعتبار معنى مِنْ، وأفرده في ضمير شَهِدَ باعتبار لفظها.

المصدر : تفسير : ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة