معنى جزاك الله خيرا الصحيح

ما هو معنى كلمة ( جزاك الله خيرا ): أي خير الجزاء أو أعطاك خيرا من خيري الدنيا والاخرة, وقضى لك بخير وأثابك عليه.

معنى جزاك الله خيرا الصحيح

حديث: ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻷﺧﻴﻪ : ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻷﺧﻴﻪ : ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ . ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻛﺮﻳﺰ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻷﺧﻴﻪ : ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ، ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ.

معنى جزاك الله خيرا : 

لقد فسر شراح الحديث الخير في جزاك الله خيرا, بمطلق الخير في الدنيا و الآخرة.

( جزاك الله خيرا ) أي خير الجزاء أو أعطاك خيرا من خيري الدنيا والاخرة, قضى لك بخير وأثابك عليه

( فقد أبلغ في الثناء ) أي بالغ في أداء شكره, وبذل الجهد في مكافأته , لاعترافه بالتقصير وبعجزه عن جزاءه, وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه ففوض جزاءه إلى الله ليجزيه الجزاء الأوفى 
 قال بعضهم إذا قصرت يداك بالمكافأة فليطل لسانك بالشكر والدعاء وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ " .

ما حكم قول القائل: (وإياك) لمن قال له: جزاك الله خيراً؟

الجواب: هذا لا بأس به، فقوله: (وإياك) معناه: وأنت جزاك الله خيراً. فهو كلام صحيح لا بأس به.

يستحب لك أن ترد على الداعي بمثل ما دعا به, فيقول: وجزاك, أو نحو ذلك، فعن عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فَقَالَ: «اقْسِمِيهَا» قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا رَجَعَتِ الْخَادِمَ قَالَتْ: مَا قَالُوا لَكِ؟ تَقُولُ مَا يَقُولُونَ يَقُولُ: بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ، فَتَقُولُ عَائِشَةُ: وَفِيهِمْ بَارَكَ اللهُ، تَرُدُّ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالُوا وَيَبْقَى أَجْرُنَا لَنَا. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة والبيهقي في السنن

الثناء بقول (جزاك الله ألف خير)

  • عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

الشَّرْحُ : محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى : 1421هـ)

  • هذه مسائل متشكلة من أنواع الدعاء منها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صنع إليه معروف فقال جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء إذا صنع إليك إنسان معروفا بمال أو مساعدة أو علم أو جاه يعني توجه لك أو غير ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تكافئ صانع المعروف فقال من صنع إليكم معروفا فكافئوه والمكافأة تكون بحسب الحال من الناس من تكون مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر ومن الناس من تكون مكافأته أن تدعو له ولا يرضى أن تكافئه بمال فإن الإنسان الكبير الذي عنده أموال كثيرة وله جاه وشرف في قومه إذا أهدى إليك شيئا فأعطيته مثل ما أهدى إليك رأى في ذلك قصورا في حقه لكن مثل هذا ادع الله له فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ومن ذلك أن تقول له جزاك الله خيرا إذا أعطاك شيئا أو نفعك بشيء فقل له جزاك الله خيرا فقد أبلغت في الثناء وذلك لأن الله تعالى إذا جزاه خيرا كان ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة . انتهى

(إذا قال الرجل) يعني الإنسان (لأخيه) أي في الإسلام الذي فعل معه معروفا (جزاك الله خيرا) أي قضى لك خيرا وأثابك عليه : يعني أطلب من الله أن يفعل ذلك بك (فقد أبلغ في الثناء) أي بالغ فيه وبذل جهده في مكأفاته عليه بذكره بالجميل وطلبه له من الله تعالى الأجر الجزيل ، فإن ضم لذلك معروفا من جنس المفعول معه كان أكمل هذا ما يقتضيه هذا الخبر ، لكن يأتي في آخر ما يصرح بأن الاكتفاء بالدعاء إنما هو عند العجز عن مكافأته بمثل ما فعل معه من المعروف.
ثم إن الدعاء المذكور إنما هو للمسلم كما تقرر ، أما لو فعل ذمي بمسلم معروفا فيدعو له بتكثير المال والولد والصحة والعافية.

و قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح

  •  وقد جاء من حديث آخر من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء قلت رواه النسائي والترمذي وابن حبان عن أسامة مرفوعا قال فدل هذا الحديث على أن من قال لأحد جزاك الله خيرا مرة واحدة فقد أدى العوض وإن كان حقه كثيرا وكانت عادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذا دعا لها السائل تجيبه بمثل ما يدعو لها ثم تعطيه من المال فقيل لها تعطين السائل وتدعين بمثل ما يدعو لك فقالت لو لم أدع له لكان حقه بالدعاء لي علي أكثر من حقي عليه بالصدقة فادعو له بمثل ما يدعو لي حتى أكافىء دعاءه بدعائي لتخلص لي الصدقة .