لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

شرح معنى حديث: لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل . (رواه أحمد)

تخريج الحديث : أخرجه أحمد والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و روى الترمذي نحوه و بوبه : في باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".

لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف

وعن ‌علي رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا، وأمر عليهم رجلا، فأوقد نارا، وقال: ادخلوها، فأرادوا أن يدخلوها، وقال آخرون: إنما فررنا منها، فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة. وقال للآخرين: لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف». رواه البخاري و مسلم

شرح حديث لا طلعة لمخلوق في معصية الله: ‏لا طاعة لأحد‏ من المخلوقين كائناً من كان ولو أباً أو أماً أو زوجاً ‏في معصية اللّه , وسواءً كان أميراً حاكماً أو كان عالماً أو أي شخص آخر فلا يجوزُ له إطاعته في معصيةِ اللهِ عزّ وجلّ .

الأب إن أمر ابنَه أو بنتَه بمعصية الله لا يجوز طاعتُه في ذلك والأم كذلك لا يجوز طاعتها في معصية الله , ولا يجوز المعاونة في معصية الله حتى وإن كان في الظلم .

مهما كانت المعصية كبيرة أو صغيرة ليس لنا طاعة أو سماع من أمرنا بها , فلوا قالت الأم لابنتها لاتلبسي النقاب , فلا طاعة ولا سمع لها ,, ولو قال الأب لولده خذ المال وأشترلي علبه دخان , فلا سمع ولا طاعة له ,, ولو قال صديق لصديقة لنصاحب الفتيات ونذهب لاماكن المنكرات مثل السينما وغيره فلا سمع ولا طاعة له , وعلينا أن نعالج هذه الأمور بالحكمة والكلام الطيب ونردهم عن الحرام , فان ابوا فلا نجالسهم حتى ينتهوا عن ذلك المنكر .

قال الملا علي القاري رحمه الله في  مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :

 قال رسول الله لا طاعة لمخلوق صلة طاعة وقوله في معصية الخالق خبر لا وفيه معنى النهي يعني لا ينبغي ولا يستقيم ذلك وتخصيص ذكر الخالق والمخلوق مشعر بعلية هذا الحكم ذكره الطيبي وفي شرح السنة اختلفوا فيما يأمر به الولاة من العقوبات قال أبو حنيفة وأبو يوسف ما أمر به الولاة من ذلك غيرهم يسعهم أن يفعلوه فيما كانت ولايته إليهم وقال محمد بن الحسن لا يسع المأمور أن

يفعله حتى يكون الذي أمره عدلا وحتى يشهد عدل سواه على أن الإمام ذلك الكشاف عن أبي حازم أن سلمة بن عبد الملك قال له ألستم أمرتم بطاعتنا في قوله تعالى وأولي الأمر منك النساء قال أليس قد نزعت عنكم إذا خالفتم الحق بقوله فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول النساء قال الطيبي رحمه الله يريدان قوله وأطيعوا الرسول عطف على أطيعوا الله وكرر الفعل ليدل على استقلال طاعة الرسول ولم يؤت بقوله وأطيعوا في وأولي الأمر منكم دلالة على عدم استقلالهم وعلله بقوله فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى رسوله وكأنه قيل إذا لم يكن أولي الأمر مستقلين وشاهدتم منهم خلاف الحق فردوه إلى الحق ولا يأخذكم في الله لومة لائم رواه أي صاحب المصابيح في شرح السنة أي بإسناده ورواه ابن حبان في صحيحه ورواه أحمد والحاكم في مستدركه عن عمران والحاكم بن عمر الغفاري وذكر الجزري في أسنى المناقب بسنده عن علي رضي الله تعالى عنه قال دعاني رسول الله فقال يا علي إن فيك من عيسى مثلا أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحببته النصارى حتى أنزلته بالمنزلة التي ليس بها قال فقال علي كرم الله وجهه أنه يهلك في محب مطر لي يقرظني بما ليس في ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن بهتني الأواني لست بنبي ولا يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ما استطعت له فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم وما أمرتكم بمعصية الله أنا أو غيري فلا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف حديث حسن رواه الحاكم في صحيحه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه اه وفي الجامع الصغير من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه رواه أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي سعيد وروى البيهقي عن ابن عمر ومن أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف .

 (لا طاعة لمخلوقفي معصية الخالق)

 قال الزمخشري : قال مسلمة بن عبد الملك لأبي حازم : ألستم أمرتم بطاعتنا بقوله تعالى * (وأولى الأمر منكم) * قال : أليس قد نزعت عنكم إذا خالفتم الحق بقوله تعالى * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * [ النساء : 59 ] قال ابن الأثير : يريد طاعة ولاة الأمر إذا أمروا بما فيه إثم كقتل ونحوه وقيل معناه أن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلص إذا كانت مشوبة بمعصية والأول أشبه بمعنى الحديث  عن (الحكم بن عمرو الغفاري) ويقال له الحكم بن الأقرع صحابي نزل البصرة قال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح ورواه البغوي عن النواس وابن حبان عن علي بلفظ لا طاعة لبشر في معصية الله وله شواهد في الصحيحين.

من الآيات التي تدعوا إلى طاعة الله و رسوله :

  • قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (آل عمران : 32)
  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (النساء : 59) 
  •  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (الأنفال : 20)
  • قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (النور : 54) 
  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (محمد : 33)
  • وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (الشعراء : 152)

لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف :

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  "لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف"
تخريج الحديث : أخرجه البخاري  ومسلم وأبو داود والنسائي  والطيالسي  وأحمد  عن علي رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا فأوقد نارا وقال ادخلوها فأراد ناس أن يدخلوها وقال الآخرون إنا قد فررنا منها فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة وقال للآخرين قولا حسنا وقال لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف ..... , والسياق لمسلم.