معنى لفظ لا بأس به / ليس به بأس

بسم الله الرحمن الرحيم

لفظ ليس به بأس

 الأصل أن هذه اللفظة إذا أطلقت على راو من قبل ناقد عارف فهي تعديل له في نفسه وحديثه، أي: في مرتبة الصدوق الذي يقبل حديثه.. فإن أريد به معنى مخصوص بين.
وذلك كقول أحمد بن حنبل في "مجاعة بن الزبير": "لم يكن به بأس في نفسه".
وقد يُحتج به ابتداءً:
قال الإمام أحمد في ذر بن عبد الله بن زرارة: "ما بحديثه بأس". 
 قلت: وهو بمعنى الحسن لذاته مما يحتج به. فقد وثقه جماعة واحتج به البخاري في صحيحه وقال: "صدوق في الحديث".
وقال أحمد بن حنبل في راشد بن سعد المقرائي: "لا بأس به". 
 وقد وثقه جماعة منهم ابن معين وأبو حاتم. فهل يُقال أن لا بأس به هنا معناه تجريح وتضعيف؟؟؟؟. الجواب: لا.. 
 وقال البرقاني سمعت الدارقطني يقول مبشر بن أبي المليح عن أبيه لا بأس به ويحتج بحديثه. [سؤالات البرقاني].
وقد ذكره ابن حبان في [الثقات].
 فهذا تصريح من الدارقطني أن من وصف بلفظة لا بأس به هو ممن يحتج بحديثه. 
ومن هذا استعمالها في كلام الناقدين: يحيى بن معين، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم.
 قال أبو بكر بن أبي خيثمة: قلت ليحيى بن معين: إنك تقول: "فلان ليس به بأس"، وفلان ضعيف؟ قال: "إذا قلت: ليس به بأس فهو ثقة، وإذا قلت لك: هو ضعيف فليس هو بثقة، ولا يكتب حديثه".
 وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم- دحيم-: ما تقول في علي بن حوشب الفزاري؟ قال: "لا بأس به"، قلت: ولم لا تقول: ثقة ولا تعلم إلا خيراً؟ قال: "قد قلت لك: إنه ثقة".
 ولنا أن نقول: إنما جعل ابن معين ودحيم لفظة "لا بأس به" تساوي الوصف بقولهم: (ثقة)، على اعتبار أنها مرتبة من مراتب الثقات، لا أنها تعادلها من كل وجه عند الإطلاق. فهي بلا شك مرتبة أدنى من (الثقة)..
وقد يرد في كلام أئمة الحديث التصريح بقول: "ليس به بأس ثقة".. والله أعلم.
وعند أبي حاتم أن لفظة "ليس به بأس" هي ممن يحتج بهم.
كقوله في "غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي": "صحيح الحديث، لا بأس به".
وقوله في عبد ربه بن سعيد: "لا بأس به"، فقال ابنه: يحتج بحديثه؟ قال: "هو حسن الحديث، ثقة".
 وقال عبد الرحمن اين أبي حاتم سألت أبي عن عطاء الخراساني؟ فقال: لا بأس به صدوق، قلت: يحتج بحديثه؟ قال نعم. 
وقد ورد من أقوال بعض أهل العلم تليين عطاء بن أبي مسلم الخرساني.
قال ابن حبان: "كان رديء الحفظ، يخطىء ولا يعلم، فبطل الاحتجاج به".
 وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عامر الاحول؟ فقال: هو ثقة لا بأس به. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا بأس به.
 وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عن واقد بن محمد بن زيد؟ فقال: لا بأس به ثقة، يحتج بحديثه.
والمتأمل في أقوال أبي حاتم يرى أنه احتج بمن وصفهم بلفظة "ليس به بأس" بل هو وثق بعضهم..
 وابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل ذكر من طبقات الرواة فقال: "ومنهم الصدوق في روايته الورع في دينه الثبت الذي يهم أحياناً وقد قبله الجهابذة النقاد، فهذا يحتج بحديثه أيضاً..