تفسير الشنقيطي تفسير الصفحة 313 من المصحف


تفسير أضواء البيان - صفحة القرآن رقم 313


تفسير أضواء البيان - صفحة القرآن رقم 67

 {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ * إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لاًّهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّىۤ ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّىۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى * فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِىَ يٰمُوسَىٰ * إِنِّىۤ أَنَاْ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ * إِنَّنِىۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِى وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِىۤ * إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ * فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ * وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ * قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِى وَلِىَ فِيهَا مَأَرِبُ أُخْرَىٰ * قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ * فَأَلْقَـٰهَا فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ * قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا ٱلاٍّولَىٰ * وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ ءَايَةً أُخْرَىٰ * لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَـٰتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ * ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَيَسِّرْ لِىۤ أَمْرِى}
قوله تعالى: {ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلاٌّسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ}. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه المعبود وحده، وأن له الأسماء الحسنى. وبين أنه المعبود وحده في آيات لا يمكن حصرها لكثرتها، كقوله: {ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ} ، وقوله: {فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلأ ٱللَّهُ} .
وبين في مواضع أخر أن له الأسماء الحسنى، وزاد في بعض المواضع الأمر بدعائه بها، كقوله تعالى: {وَللَّهِ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَ} ، وقوله: {قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلاٌّسْمَآءَ} وزاد في موضع آخر تهديد من ألحد في أسمائه. وهو قوله: {وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىۤ أَسْمَـٰئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} .
قال بعض العلماء: ومن إلحادهم في أسمائه أنهم اشتقوا العزى من اسم العزيز، واللات من اسم الله وفي الحديث الصحيح عن النَّبي صلى الله عليه وسلم «إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة» وقد دل بعض الأحاديث على أن من أسمائه جل وعلا ما استأثر به ولم يعلمه خلقه، كحديث: «أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحداً من خلقِك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك» الحديث. وقوله: {ٱلْحُسْنَىٰ} تأنيث الأحسن، وإنما وصف أسماءه جل وعلا بلفظ المؤنث المفرد، لأن جمع التكسير مطلقاً وجمع المؤنث السالم يجريان مجرى المؤنثة الواحدة المجازية التأنيث، كما أشار له في الخلاصة بقوله: والتاء مع جمع سوى السالم من مذكر كالتاء من إحدى اللبن

ونظير قوله هنا {ٱلاٌّسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ} من وصف الجمع بلفظ المفرد المؤنث قوله: {مِنْ ءَايَـٰتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ} ، وقوله:
{مَأَرِبُ أُخْرَىٰ} .
وقوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ}.
الآيات. قد بينا الآيات الموضحة لها في سورة «مريم» في الكلام على قوله تعالى: {وَنَـٰدَيْنَـٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلاٌّيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّ} فأغنى ذلك عن إعادته هنا.

وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِي * وَٱجْعَل لِّى وَزِيراً مِّنْ أَهْلِى * هَـٰرُونَ أَخِى * ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ فِىۤ أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ

سيتم شرح هذه الأيات في الصفحة التي بعدها ان شاء الله