موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير تبت يدا أبي لهب وتب - الآية 1 من سورة المسد

سورة المسد الآية رقم 1 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 1 من سورة المسد عدة تفاسير, سورة المسد : عدد الآيات 5 - الصفحة 603 - الجزء 30.

﴿ تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ﴾
[ المسد: 1]


التفسير الميسر

خسرت يدا أبي لهب وشقي بإيذائه رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد تحقق خسران أبي لهب.

تفسير الجلالين

لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قومه وقال: إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال عمه أبو لهب: تبًا لك ألهذا دعوتنا، نزل «تبت» خسرت «يدا أبي لهب» أي جملته وعبر عنها باليدين مجازًا لأن أكثر الأفعال تزاول بهما، وهذه الجملة دعاء «وتبَّ» خسر هو، وهذه خبر كقولهم: أهلكه الله وقد هلك، ولما خوَّفه النبي بالعذاب، فقال: إن كان ابن أخي حقاً فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل: «ما أغنى عنه ماله وما كسب».

تفسير السعدي

أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [والأذية] للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ أي: خسرت يداه، وشقى وَتَبَّ فلم يربح،

تفسير البغوي

مكية( تبت يدا أبي لهب وتب ) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا محمد بن حماد ، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على الصفا فقال : يا صباحاه ، قال : فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا له : مالك ؟ قال : أرأيتم لو أخبرتكم أن مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا دعوتنا جميعا ؟ فأنزل الله - عز وجل - : " تبت يدا أبي لهب وتب " إلى آخرها .
قوله : ( تبت ) أي : خابت وخسرت يدا أبي لهب ، [ أي هو ] ، أخبر عن يديه ، والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله .
وقيل : " اليد " صلة ، كما يقال : يد الدهر ويد الرزايا والبلايا .
وقيل : المراد بها ماله وملكه ، يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال ، و " التباب " : الخسار والهلاك .
وأبو لهب : هو ابن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه عبد العزى .
قال مقاتل : كني بأبي لهب لحسنه وإشراق وجهه .
وقرأ ابن كثير " أبي لهب " ساكنة الهاء ، وهي مثل : نهر ونهر .
واتفقوا في " ذات لهب " أنها مفتوحة الهاء لوفاق الفواصل .
( وتب ) أبو لهب ، وقرأ عبد الله : وقد تب .
قال الفراء : الأول دعاء ، والثاني خبر ، كما يقال : أهلكه الله ، وقد فعل .

تفسير الوسيط

تفسير سورة المسدمقدمة وتمهيد1- سورة «المسد» تسمى- أيضا- بسورة «تبت» ، وبسورة «أبى لهب» ، وبسورة «اللهب» وهي من أوائل السور التي نزلت بمكة، فهي السورة السادسة في ترتيب النزول، وكان نزولها بعد سورة «الفاتحة» ، وقبل سورة «الكوثر» وهي خمس آيات.
2- وقد ذكروا في سبب نزول هذه السورة روايات منها: ما أخرجه البخاري عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى: «يا صباحاه» وهي كلمة ينادى بها للإنذار من عدو قادم- فاجتمعت إليه قريش، فقال-: «أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: نعم.
قال: «فإنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد» .
فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبا لك، فأنزل الله- تعالى- هذه السورة.
وفي رواية: أنه قام ينفض يديه وجعل يقول للرسول صلى الله عليه وسلم: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا، فأنزل الله- تعالى- هذه السورة».
وأبو لهب: هو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم .
.
.
وامرأته هي: أروى بنت حرب بن أمية، وكنيتها أم جميل.
روى أنها لما سمعت ما نزل في زوجها وفيها من قرآن، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق، وفي يدها فهر- أى: حجر- فلما وقفت أخذ الله- تعالى- بصرها عن رسوله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر، بلغني أن صاحبك يهجونى، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه .
.
.
ثم انصرفت، فقال أبو بكر:يا رسول الله أما تراها رأتك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «ما رأتنى، لقد أخذ الله بصرها عنى»ومعنى تَبَّتْ هلكت وخسرت، ومنه قوله- تعالى-: وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ وقوله- سبحانه-: وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ.
وقوله: وَتَبَّ أى: وقد تب وهلك وخسر، فالجملة الأولى دعاء عليه بالهلاك والخسران، والجملة الثانية: إخبار عن أن هذا الدعاء قد استجيب، وأن الخسران قد نزل به فعلا.
أى: خسرت وخابت يدا أبى لهب، وقد نزل هذا الهلاك والخسران به، بسبب عداوته الشديدة للحق، الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه- سبحانه-.
والمراد باليدين هنا: ذاته ونفسه، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، كما في قوله- تعالى-: ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ.
ويجوز أن يكون المراد باليدين حقيقتهما، وذلك لأنه كان يقول: يعدني محمد صلى الله عليه وسلم بأشياء، لا أدرى أنها كائنة، يزعم أنها بعد الموت، فلم يضع في يدي شيء من ذلك، ثم ينفخ في يديه ويقول: تبا لكما ما أرى فيكما شيئا.

المصدر : تفسير : تبت يدا أبي لهب وتب