موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب - الآية 1 من سورة البينة

سورة البينة الآية رقم 1 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 1 من سورة البينة عدة تفاسير, سورة البينة : عدد الآيات 8 - الصفحة 598 - الجزء 30.

﴿ لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾
[ البينة: 1]


التفسير الميسر

لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم العلامة التي وُعِدوا بها في الكتب السابقة.

تفسير الجلالين

«لم يكن الذين كفروا من» للبيان «أهل الكتاب والمشركين» أي عبدة الأصنام عطف على أهل «منفكين» خبر يكن، أي زائلين عما هم عليه «حتى تأتيهم» أي أتتهم «البينة» أي الحجة الواضحة وهي محمد صلى الله عليه وسلم.

تفسير السعدي

يقول تعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أي: [من] اليهود والنصارى وَالْمُشْرِكِينَ من سائر أصناف الأمم.
مُنْفَكِّينَ عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه، أي: لا يزالون في غيهم وضلالهم، لا يزيدهم مرور السنين إلا كفرًا.
حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ الواضحة، والبرهان الساطع.

تفسير البغوي

مكية( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) وهم اليهود والنصارى ، ( والمشركين ) وهم عبدة الأوثان ، ( منفكين ) [ منتهين عن كفرهم وشركهم ، وقال أهل اللغة ] : زائلين منفصلين ، يقال : فككت الشيء فانفك ، أي : انفصل ، ( حتى تأتيهم البينة ) لفظه مستقبل ومعناه الماضي ، أي : حتى أتتهم البينة ، الحجة الواضحة ، يعني : محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، أتاهم بالقرآن فبين لهم [ ضلالاتهم ] وجهالتهم ودعاهم إلى الإيمان .
فهذه الآية فيمن آمن من الفريقين ، أخبر أنهم لم ينتهوا عن الكفر حتى أتاهم الرسول فدعاهم إلى الإيمان فآمنوا فأنقذهم الله من الجهل والضلالة

تفسير الوسيط

تفسير سورة البينةمقدمة وتمهيد1- سورة «البينة» ، تسمى- أيضا- سورة «لم يكن .
.
.
» وسورة «المنفكين» وسورة «القيمة» وسورة «البرية» ، وعدد آياتها ثماني آيات عند الجمهور، وعدها قراء البصرة تسع آيات.
2- وقد اختلف المفسرون في كونها مدنية أو مكية، وقد لخص الإمام الآلوسى هذا الخلاف فقال: قال في البحر: هي مكية .
.
.
وقال ابن الزبير وعطاء بن يسار: مدنية .
.
.
وجزم ابن كثير بأنها مدنية، واستدل على ذلك بما أخرجه الإمام أحمد.
عن أبى خيثمة البدري قال: لما نزلت هذه السورة، قال جبريل: يا رسول الله، إن ربك يأمرك أن تقرئها «أبيّا» .
فقال صلى الله عليه وسلم لأبىّ بن كعب- رضى الله عنه-: «إن جبريل أمرنى أن أقرئك هذه السورة، فقال أبىّ: أو قد ذكرت ثمّ يا رسول الله؟ قال: نعم.
» فبكى أبىّ.
وقد رجح الإمام الآلوسى كونها مدنية، فقال: وهذا هو الأصح .
وهذا الذي رجحه الإمام الآلوسى هو الذي نميل إليه، لأن حديثها عن أهل الكتاب، وعن تفرقهم في شأن دينهم، يرجح أنها مدنية، كما أن الإمام السيوطي قد ذكرها ضمن السور المدنية، وجعل نزولها بعد سورة «الطلاق» وقبل سورة «الحشر» .
ومن أهم المقاصد التي اشتملت عليها السورة الكريمة، توبيخ أهل الكتاب والمشركين، على إصرارهم على ضلالهم من بعد أن تبين لهم الحق.
والتعجيب من تناقض أحوالهم.
وبيان أن كفرهم لم يكن بسبب جهلهم، وإنما بسبب جحودهم وعنادهم وحسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم على ما آتاه الله من فضله، والتسجيل عليهم بأنهم شر البرية، وأن المؤمنين هم خير البرية.
و «من» في قوله- تعالى- مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ للبيان، وقوله- سبحانه-:مُنْفَكِّينَ: للعلماء في معنى هذا اللفظ أقوال متعددة، منها: أنه اسم فاعل من انفك بمعنى انفصل، يقال: فككت الشيء فانفك إذا افترق ما كان ملتحما منه.
والبينة: الحجة الظاهرة التي يتميز بها الحق من الباطل، وأصلها من البيان بمعنى الظهور والوضوح، لأن بها تتضح الأمور، أو من البينونة بمعنى الانفصال، لأن بها ينفصل الحق عن الباطل بعد التباسهما.

المصدر : تفسير : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب