موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة - الآية 184 من سورة الأعراف

سورة الأعراف الآية رقم 184 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 184 من سورة الأعراف عدة تفاسير, سورة الأعراف : عدد الآيات 206 - الصفحة 174 - الجزء 9.

﴿ أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٌ ﴾
[ الأعراف: 184]


التفسير الميسر

أولم يتفكر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا فيتدبروا بعقولهم، ويعلموا أنه ليس بمحمد جنون؟ ما هو إلا نذير لهم من عقاب الله على كفرهم به إن لم يؤمنوا، ناصح مبين.

تفسير الجلالين

«أو لم يتفكروا» فيعلموا «ما بصاحبهم» محمد صلى الله عليه وسلم «من جِنَّة» جنون «إن» ما «هو إلا نذير مبين» بيَّن الإنذار.

تفسير السعدي

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ محمد صلى الله عليه وسلم مِنْ جِنَّةٍ أي: أَوَ لَمْ يُعْمِلُوا أفكارهم، وينظروا: هل في صاحبهم الذي يعرفونه ولا يخفى عليهم من حاله شيء، هل هو مجنون؟ فلينظروا في أخلاقه وهديه، ودله وصفاته، وينظروا في ما دعا إليه، فلا يجدون فيه من الصفات إلا أكملها، ولا من الأخلاق إلا أتمها، ولا من العقل والرأي إلا ما فاق به العالمين، ولا يدعو إلا لكل خير، ولا ينهى إلا عن كل شر.
أفبهذا يا أولي الألباب من جنة؟ أم هو الإمام العظيم والناصح المبين، والماجد الكريم، والرءوف الرحيم؟ ولهذا قال: إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ أي: يدعو الخلق إلى ما ينجيهم من العذاب، ويحصل لهم الثواب.

تفسير البغوي

قوله تعالى : ( أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة ) قال قتادة ذكر لنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام على الصفا ليلا فجعل يدعو قريشا فخذا فخذا : يا بني فلان ، يا بني فلان ، يحذرهم بأس الله ووقائعه ، فقال قائلهم : إن صاحبكم هذا لمجنون ، بات يصوت إلى الصباح ، فأنزل الله تعالى : " أولم يتفكروا ما بصاحبهم " محمد - صلى الله عليه وسلم - : ( من جنة ) جنون ، ( إن هو ) ما هو ، ( إلا نذير مبين ) ثم حثهم على النظر المؤدي إلى العلم فقال :

تفسير الوسيط

ثم أمر- سبحانه- هؤلاء الظالمين بالتفكر والتدبر فقال: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا، ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ، إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ.
الهمزة للإنكار والتوبيخ، وهي داخلة على فعل حذف للعلم به من سياق القول، والواو للعطف على مقدر يستدعيه المقام.
والجنة: مصدر كالجلسة بمعنى الجنون.
وأصل الجن الستر عن الحاسة.
والمعنى: أكذب هؤلاء الظالمون رسولهم صلّى الله عليه وسلّم ولم يتفكروا في أنه ليس به أى شيء من الجنون، بل هو أكمل الناس عقلا، وأسدهم رأيا، وأنقاهم نفسا.
والتعبير بِصاحِبِهِمْ للإيذان بأن طول مصاحبتهم له مما يطلعهم على نزاهته عما اتهموه به، فهو صلّى الله عليه وسلّم قد لبث فيهم قبل الرسالة أربعين سنة كانوا يلقبونه فيها بالصادق الأمين، ويعرفون عنه أسمى ألوان الإدراك السليم والتفكير المستقيم.
قال الجمل: وجملة «ما بصاحبهم من جنة» في محل نصب معمولة ليتفكروا فهو عامل فيها محلا لا لفظا لوجود المعلق له عن العمل وهو ما النافية.
ويجوز أن يكون الكلام قد تم عند قوله أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ثم ابتدأ كلاما آخر إما استفهام إنكار وإما نفيا.
ويجوز أن تكون «ما» استفهامية في محل الرفع بالابتداء والخبر بصاحبهم.
والتقدير: أى شيء استقر بصاحبهم من الجنون» .
وقوله إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ بيان لوظيفته صلّى الله عليه وسلّم أى: ليس بمجنون كما زعمتم أيها المشركون وإنما هو مبالغ في الإنذار، مظهر له غاية الإظهار.
فهو لا يقصر في تخويفكم من سوء عاقبة التكذيب، ولا يتهاون في نصيحتكم وإرشادكم إلى ما يصلح من شأنكم.

المصدر : تفسير : أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة