موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير ولم يكن له كفوا أحد - الآية 4 من سورة الإخلاص

سورة الإخلاص الآية رقم 4 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 4 من سورة الإخلاص عدة تفاسير, سورة الإخلاص : عدد الآيات 4 - الصفحة 604 - الجزء 30.

﴿ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ﴾
[ الإخلاص: 4]


التفسير الميسر

ولم يكن له مماثلا ولا مشابهًا أحد من خلقه، لا في أسمائه ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى وتقدَّس.

تفسير الجلالين

«ولم يكن له كفواً أحد» أي مكافئًا ومماثلاً، وله متعلق بكفوًا، وقُدِّم عليه لأنه مَحطُّ القصد بالنفي وأَخَّر أحد وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة.

تفسير السعدي

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.

تفسير البغوي

(ولم يكن له كفوا أحد ) قرأ حمزة وإسماعيل : " كفؤا " ساكنة الفاء مهموزا ، وقرأ حفص عن عاصم بضم الفاء من غير همز ، وقرأ الآخرون بضم الفاء مهموزا ، وكلها لغات صحيحة ، [ ومعناه ] المثل ، أي : هو أحد .
وقيل : هو التقديم والتأخير ، مجازه : ولم يكن له أحد كفوا أي مثلا .
قال مقاتل : قال مشركو العرب : الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، فأكذبهم الله ونفى عن ذاته الولادة والمثل .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري ، أخبرنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله تعالى : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته .
وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد " .
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ : " قل هو الله أحد " ويرددها ، فلما أصبح أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له ، وكأن الرجل يتقالها ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن الأصفهاني ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة عن قتادة : سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة " ؟ قلت : يا رسول الله ومن يطيق ذلك ؟ قال : اقرأوا قل هو الله أحد " .
وأخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن جبير مولى زيد بن الخطاب أنه قال : سمعت أبا هريرة يقول : أقبلت مع رسول الله فسمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " فقال رسول الله : " وجبت " فسألته : ماذا يا رسول الله ؟ فقال : " الجنة " .
فقال أبو هريرة : فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآثرت الغداء ، ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا عبد الرحيم بن منيب ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت ، عن أنس قال : قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " : قال : " حبك إياها أدخلك الجنة " .

تفسير الوسيط

وقوله- عز وجل-: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ تنزيه له- تعالى- عن الشبيه والنظير والمماثل.
والكفؤ: هو المكافئ والمماثل والمشابه لغيره في العمل أو في القدرة.
أى: ولم يكن أحد من خلقه مكافئا ولا مشاكلا ولا مناظرا له- تعالى- في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله، فهو كما قال- تعالى-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
وبذلك نرى أن هذه السورة الكريمة قد تضمنت نفى الشرك بجميع ألوانه.
فقد نفى- سبحانه- عن ذاته التعدد بقوله: اللَّهُ أَحَدٌ ونفى عن ذاته النقص والاحتياج بقوله: اللَّهُ الصَّمَدُ، ونفى عن ذاته أن يكون والدا أو مولودا بقوله: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.
كما نراها قد تضمنت الرد على المشركين وأهل الكتاب، وغيرهم من أصحاب الفرق الضالة، الذين يقولون، بالتثليث، وبأن هناك آلهة أخرى تشارك الله- تعالى- في ملكه.
وبغير ذلك من الأقاويل الفاسدة والعقائد الزائفة .
.
.
- سبحانه وتعالى- عما يقولون علوا كبيرا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر : تفسير : ولم يكن له كفوا أحد