موقع الحمد لله القرآن الكريم القرآن mp3 المقالات مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

تفسير فاسجدوا لله واعبدوا - الآية 62 من سورة النجم

سورة النجم الآية رقم 62 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 62 من سورة النجم عدة تفاسير, سورة النجم : عدد الآيات 62 - الصفحة 528 - الجزء 27.

﴿ فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩ ﴾
[ النجم: 62]


التفسير الميسر

أفمِن هذا القرآن تعجبون -أيها المشركون- من أن يكون صحيحًا، وتضحكون منه سخرية واستهزاءً، ولا تبكون خوفًا من وعيده، وأنتم لاهون معرضون عنه؟ فاسجدوا لله وأخلصوا العبادة له وحده، وسلِّموا له أموركم.

تفسير الجلالين

«فاسجدوا لله» الذي خلقكم «واعبدوا» ولا تسجدوا للأصنام ولا تعبدوها.

تفسير السعدي

فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا الأمر بالسجود لله خصوصا، ليدل ذلك على فضله وأنه سر العبادة ولبها، فإن لبها الخشوع لله والخضوع له، والسجود هو أعظم حالة يخضع بها العبد فإنه يخضع قلبه وبدنه، ويجعل أشرف أعضائه على الأرض المهينة موضع وطء الأقدام.
ثم أمر بالعبادة عموما، الشاملة لجميع ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
تم تفسير سورة النجم، والحمد لله الذي لا نحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده، وصلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا.

تفسير البغوي

( فاسجدوا لله واعبدوا ) أي : واعبدوه .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا مسدد ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا نصر بن علي ، أخبرني أبو أحمد ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة : النجم ، قال : فسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا ، وهو أمية بن خلف .
وأخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا آدم بن أبي إياس ، أخبرنا ابن أبي ذئب ، أخبرنا يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال : قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - " والنجم " فلم يسجد فيها .
قلت : فهذا دليل على أن سجود التلاوة غير واجب .
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء .
وهو قول الشافعي وأحمد .
وذهب قوم إلى أن وجوب سجود التلاوة على القارئ والمستمع جميعا ، وهو قول سفيان الثوري وأصحاب الرأي .

تفسير الوسيط

وقوله- سبحانه-: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا إرشاد لهم إلى ما يجب عليهم، ونهى لهم عن الكفر والضلال.
فالفاء في قوله- تعالى-: فَاسْجُدُوا لترتيب الأمر بالسجود، على الإنذار بالعذاب الشديد إذا ما استمروا في كفرهم ولهوهم.
والمراد بالسجود: الخضوع لله- تعالى- وإخلاص العبادة له، ويندرج فيه سجود الصلاة، وسجود التلاوة.
أى: اتركوا ما أنتم عليه من كفر وضلال، وخصوا الله- تعالى- بالخضوع الكامل،وبالعبادة التامة، التي لا شرك فيها لأحد معه- سبحانه-.
قال الآلوسى: وهذه آية سجدة عند أكثر أهل العلم، وقد سجد النبي صلى الله عليه وسلم عندها.
أخرج الشيخان، وأبو داود، والنسائي عن ابن مسعود قال: «أول سورة أنزلت فيها سجدة: سورة «النجم» فسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا» .
هذا، وقد ذكر بعض المفسرين قصة الغرانيق.
وملخصها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم، فلما بلغ قوله- تعالى- أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى.
وقد قال الإمام ابن كثير عند حديثه عن هذه القصة: إنها من روايات وطرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح.
وقد ذكرنا عند تفسيرنا لقوله- تعالى-: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ، ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
ذكرنا ما يدل على بطلان هذه القصة من جهة النقل ومن جهة العقل.
.
.
وبعد.
فهذا تفسير لسورة «النجم» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم .
.
.

المصدر : تفسير : فاسجدوا لله واعبدوا