أحاديث السفياني عند أهل السنة و صحتها

( أحاديث السفياني والكلام عليها )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛ اعلم أخي المسلم - علمني الله وإياك - أنه علماء الحديث لم يصححوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر السفياني شي, و هناك من الباحثين في علوم آخر الزمان من يزعم صحة هذه الأحاديث و علمها عند الله تعالى:

واصح ما روي فيها حديثان وكلاهما لا يصح رواهما الحاكم في المستدرك على الصحيحين.

الأول منهما:

1- قال (4 / 565): حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يخرج رجل يقال له: السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس، فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندًا من جنده، فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض، خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم).   قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

الحديث الثاني:

2- قال الحاكم (4 / 515): أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن قال: حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا الوليد بن عياش أخو أبي بكر بن عياش عن إبراهيم عن علقمة قال : قال ابن مسعود رضي الله عنه : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحذركم سبع فتن تكون بعدي : فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة تقبل من المغرب، وفتنة من بطن الشام، وهي السفياني).   قال : فقال ابن مسعود منكم من يدرك أولها ومن هذه الأمة من يدرك آخرها قال : الوليد بن عياش : فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة مكة فتنة عبد الله بن الزبير، وفتنة الشام من قبل بني أمية، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء. 

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. 

قال الذهبي في التلخيص: هذا من اوابد نعيم بن حماد. تنبيه: سنسوق الروايات ثم نبين عللها بعون الله تعالى.

الحديث الثالث:

قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ بَعْدَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ»

الحديث الرابع:

قال نعيم بن حماد: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: \" إِذَا عَبَرَ السُّفْيَانِيُّ الْفُرَاتَ، وَبَلَغَ مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ عَاقِرْقُوفَا، مَحَا اللَّهُ تَعَالَى الْإِيمَانَ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَقْتُلُ بِهَا إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الدُّجَيْلُ سَبْعِينَ أَلْفًا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفًا مُحَلَّاةً، وَمَا سِوَاهُمْ أَكْثَرُ، فَيَظْهَرُونَ عَلَى بَيْتِ الذَّهَبِ، فَيَقْتُلُونَ الْمُقَاتِلَةَ وَالْأَبْطَالَ، وَيَبْقُرُونُ بُطُونَ النِّسَاءِ، يَقُولُونَ: لَعَلَّهَا حُبْلَى بِغُلَامٍ، وَتَسْتَغِيثُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَطِّ الدِّجْلَةِ إِلَى الْمَارَّةِ مِنْ أَهْلِ السُّفُنِ يَطْلُبْنَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوهُنَّ حَتَّى يُلْقُوهُنَّ إِلَى النَّاسِ، فَلَا يَحْمِلُوهُنَّ بُغْضًا لِبَنِي هَاشِمٍ، فَلَا تَبْغَضُوا بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنَّ مِنْهُمْ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ، وَمِنْهُمُ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ، فَأَمَّا النِّسَاءُ فَإِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ أَوَيْنَ إِلَى أَغْوَرِهَا مَكَانًا مَخَافَةَ الْفُسَّاقِ، ثُمَّ يَأْتِيهِمُ الْمَدَدُ مِنَ النَّصْرَةِ حَتَّى يَسْتَنْقِذُوا مَا مَعَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ مِنْ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ \" (باب في المهدي وخروج السفياني عليه و بعثه الجيش لقتاله وأنه الجيش الذي يخسف به)

الحديث الخامس:

أخرجه الطبري في «تفسيره» قال: حدثنا عصام بن روّاد بن الجراح، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان بن سعيد، قال: حدثني منصور بن المعتمر، عن رِبعي بن حراش قال: سمعت حذيفة بن اليمان حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق و المغرب فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق و جيشا إلى المدينة فيسير الجيش نحو المشرق حتى ينزل بأرض بابل في المدينة الملعونة و البقعة الخبيثة يعني مدينة بغداد قال فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف و يفتضون أكثر من مائة امرأة و يقتلون بها أكثر من ثلاثمائة كبش من ولد العباس ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش على ليلتين فيقتلونهم حتى لا يفلت منهم مخبر و يستنقذون ما في أيديهم من السبي و الغنائم و يحل جيشه الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام و لياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبريل عليه السلام فيقول يا جبريل إذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم و ذلك قوله تعالى عز و جل { و لو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } فلا يبقى منهم إلا رجلان أحدهما بشير و الآخر نذير و هما من جهينة ] و لذلك جاء القول : وعند جهينة الخبر اليقين.

(وهذه بعض الآثار المروية عن بعض الصحابة والتابعين)

جميع أحاديث السفياني

قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: «السُّفْيَانِيُّ مِنْ وَلَدِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، رَجُلٌ ضَخْمُ الْهَامَةِ، بِوَجْهِهِ آثَارُ جُدَرِيٍّ، وَبِعَيْنِهِ نُكْتَةُ بَيَاضٍ، يَخْرُجُ مِنْ نَاحِيَةِ مَدِينَةِ دِمَشْقَ فِي وَادٍ يُقَالُ لَهُ وَادِي الْيَابِسِ، يَخْرُجُ فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ، مَعَ رَجُلٍ مِنْهُمْ لِوَاءٌ مَعْقُودٌ، يَعْرِفُونَ فِي لِوَائِهِ النَّصْرَ، يَسِيرُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى ثَلَاثِينَ مِيلًا، لَا يَرَى ذَلِكَ الْعَلَمَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ إِلَّا انْهَزَمَ»

- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ [ص:288] عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «يَجْتَمِعُ لِلسَّفَّاحِ ظَلَمَةُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا حَيْثُ يَنْظُرُونَ إِلَى عَدُوِّهِمْ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعوا بِلَادِهِمْ، أَقْبَلَ رَأْسُ طَاغِيَتِهِمْ، لَمْ يُعْرَفْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ، جَعْدُ الشَّعْرِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْحَاجِبَيْنِ، مِصْفَارٌ، حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي آخِرِ تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا ظَلَمَةُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ لِلسَّفَّاحِ، يَمُوتُ الْمَنْصُورُ وَهُمْ مُفْتَرِقُونَ فِي غَيْرِ بَلْدَةٍ وَاحِدَةٍ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَيْهِمُ الْخَبَرُ ضَرَبُوا حَيْثُ كَانُوا، فَيُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ، وَيَرْجِعُ السُّفْيَانِيُّ، فَيَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ بِجَمَاعَةٍ أَهْلَ الْمَغْرِبِ فَيَجْتَمِعُونَ مَا لَمْ يَجْتَمِعُوا لِأَحَدٍ قَطُّ لِمَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ يَقْطَعُ بَعْثًا مِنَ الْكُوفَةِ، فَإِنْ يَكُنِ الْبَعْثُ مِنَ الْبَصْرَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْلِكُ عَامَّتُهُمْ مِنَ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ، وَيَكُونُ حِينَئِذٍ بِالْكُوفَةِ خَسْفٌ، وَإِنْ يَكُنِ الْبَعْثُ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ كَانَتِ الْوَقْعَةُ الصُّغْرَى، فَوَيْلٌ عِنْدَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ يَثُورُ بِحِمْصَ وَيوْقَدُ بِدِمَشْقَ، وَيَخْرُجُ بِفِلَسْطِينَ رَجُلٌ يَظْهَرُ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ، عَلَى يَدَيْهِ هَلَاكُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ، يَمْلُكُ حَمْلَ امْرَأَةٍ، تَخْرُجُ لَهُ ثَلَاثَةُ جُيُوشٍ إِلَى كُوفَانَ، يُصِيبُونَ بِهَا أَبْيَاتٍ مِنْ قُرَيْشٍ، يُسْتَنْقَذُونَ مِنْ يَوْمِهِمْ»

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَرِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي رُومَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: \" إِذَا اخْتَلَفَتْ أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ خُسِفَ بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أُرَمَ، وَيَسْقُطُ جَانِبُ مَسْجِدِهَا الْغَرْبِيُّ، ثُمَّ تَخْرُجُ بِالشَّامِ ثَلَاثُ رَايَاتٍ: الْأَصْهَبُ، وَالْأَبْقَعُ، وَالسُّفْيَانِيُّ، فَيَخْرُجُ السُّفْيَانِيُّ مِنَ الشَّامِ، وَالْأَبْقَعُ مِنْ مِصْرَ، فَيَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ عَلَيْهِمْ \" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «يَمْلُكُ حَمْلَ امْرَأَةٍ، اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، وَهُوَ الْأَزْهَرُ بْنُ الْكَلْبِيَّةِ، أَوِ الزُّهْرِيُّ ابْنُ الْكَلْبِيَّةِ، الْمُشَوَّهُ السُّفْيَانِيُّ»

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: «بَيْنَ خُرُوجِ الرَّايَةِ السَّوْدَاءِ مِنْ خُرَاسَانَ وَشُعَيْبِ بْنِ صَالِحٍ، وَخُرُوجِ الْمَهْدِيِّ وَبَيْنَ أَنْ يُسَلَّمَ الْأَمْرُ لِلْمَهْدِيِّ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ شَهْرًا» حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي هَزَّانَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «وِلَايَتُهُ تِسْعَةُ أَوْ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَقَالَ ضَمْرَةُ، وَدِينَارُ بْنُ دِينَارٍ: وِلَايَتُهُ حَمْلٌ

حَدَّثَنَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «إِذَا اخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهُمْ، وَطَلَعَ الْقَرْنُ ذُو الشِّفَاءِ، لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى يَظْهَرَ الْأَبْقَعُ بِمِصْرَ، يَقْتُلُونَ النَّاسَ حَتَّى يَبْلُغُوا إِرَمَ، ثُمَّ يَثُورُ الْمُشَوَّهُ عَلَيْهِ، فَتَكُونُ بَيْنَهُمَا مَلْحَمَةٌ عَظِيمَةٌ، ثُمَّ يَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ الْمَلْعُونُ، فَيَظْفَرُ بِهِمَا جَمِيعًا، وَيَرْفَعُ قَبْلَ ذَلِكَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَايَةً بِالْكُوفَةِ مَعْرُوفَةً، وَيُقْتَلُ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ الْحُسَيْنِ يَدْعُو إِلَى أَبِيهِ، ثُمَّ يَبُثُّ السُّفْيَانِيُّ جُيُوشَهُ»

قَالَ الْوَلِيدُ: فَحَدَّثَنِي شَيْخٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: \" يُقْتَلُ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ بِالشَّامِ، كُلُّهُمْ وَلَدُ خَلِيفَةٍ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَرْوَانَ، وَرَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي سُفْيَانَ \"، قَالَ: «فَيَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ عَلَى الْمَرَوَانِيِّينَ فَيَقْتُلُهُمْ، ثُمَّ يَتْبَعُ بَنِي مَرْوَانَ فَيَقْتُلُهُمْ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَبَنِي الْعَبَّاسِ حَتَّى يَدْخُلَ الْكُوفَةَ»

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: «يُنَازِعُ السُّفْيَانِيَّ بِدِمَشْقَ أَحَدُ بَنِي مَرْوَانَ، فَيَظْهَرُ عَلَى الْمَرْوَانَيِّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَقْتُلُ بَنِي مَرْوَانَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى أَهْلِ الْمَشْرِقِ حَتَّى يَدْخُلَ الْكُوفَةَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «إِذَا رَجَعَ السُّفْيَانِيُّ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ بِجَمَاعَةِ أَهْلِ الْمَغْرِبِ، فَيَجْتَمِعُونَ لَهُ مَا لَمْ يَجْتَمِعُوا لِأَحَدٍ قَطُّ، لِمَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ يَبْعَثُ بَعْثًا مِنْ كُوفَةِ الْأَنْبَارِ، ثُمَّ يَلْتَقِي الْجَمْعَانِ بِقَرْقِيسِيَا، فَيُفْرَغُ عَلَيْهِمَا الصَّبْرُ، وَيُرْفَعُ عَنْهُمَا النَّصْرُ، حَتَّى يَتَفَانَوْا، وَإِنْ كَانَ بَعْثُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ كَانَتْ فِي الْوَقْعَةِ الصُّغْرَى، فَوَيْلٌ عِنْدَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، يَثُورُ بِحِمْصَ، وَهُوَ أَخْبَثُ الْبَرِيَّةِ، وَيُوقِدُ بِدِمَشْقَ، عَلَى يَدَيْهِ هَلَاكُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ»

قال نعيم بن حماد: حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال: يبث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد، فيبلغه فرعه من وراء النهر من أهل خراسان، فيقبل أهل المشرق عليهم قتلاً، ويذهب بجيشهم، فإذا بلغه ذلك بعث جيشًا عظيمًا إلى اصطخر عليهم رجل من بني أمية، فيكون لهم وقعة بقومس، ووقعة بدولات الري، ووقعة بتخوم زريح، فعند ذلك يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة وأهل المدينة، عند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال يسهل الله أمره وطريقه، ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان، ويسير الهاشمي في طريق الري، فيسرح رجل من بني تميم من الموال، يقال له: شعيب بن صالح إلى اصطخر إلى الأموي، فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر، فتكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها، ثم تأتيه جنود من سجستان عظيمة عليهم رجل من بني عدي، فيظهر الله أنصاره وجنوده، ثم تكون وقعة بالمدائن بعد وقعتي الري، وفي عاقر قوفا وقعة صيليمة، يخبر عنها كل ناج، ثم يكون بعدها ذبح عظيم بباكل، ووقعة في أرض من أرض نصيبين، ثم يخرج على الأخوص قوم من سوادهم، وهم العصب عامتهم من الكوفة والبصرة حتى يستنفذوا ما في يديه من سبي كوفان

الكلام على أسانيد الأحاديث المرفوعة باختصار :

  • الحديث الأول: علته عنعنة الوليد بن مسلم بين الأوزاعي ويحيى بن أبي كثير ومعلوم أن الوليد يدلس التسوية وهي إسقاط شيخ الشيخ كما هاهنا. وابن أبي سمينة قليل الحديث وقال عنه ابن معين: ليس من أهل الحديث. والخبر منكر جدا بل هو باطل.
  • الحديث الثاني: علته يحيى بن سعيد هو العطار قال عنه ليش بشيء. وهو منكر الحديث.
  • الحديث الثالث: فيه رشدين بن سعد واهي الحديث وابن لهيعة ضعيف وشيخه تابعي صغير فالخبر مرسل أو معضل.
  • الحديث الرابع: فيه أبو عمر شيخ نعيم بن حماد مجهول ومحمد بن ثابت ضعيف والحارث هو ابن عبد الله الأعور رافضي متهم بالكذب فالخبر باطل.
  • الحديث الخامس: علته رواد فقد روى عن سفيان الثوري مناكير كثيرة وقد صرح أنه لم يسمع هذا الحديث من الثوري إنما سمعه من مجاهيل. وأعل الذهبي الحديث بنعيم بن حماد فقال: هذا من أوابد نعيم.

الشيخ عبد الرزاق المهدي