تفسير الشنقيطي تفسير الصفحة 535 من المصحف


تفسير أضواء البيان - صفحة القرآن رقم 535


تفسير أضواء البيان - صفحة القرآن رقم 67

 {ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ * عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَـٰبِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ * وَفَـٰكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَـٰلِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ * جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلَـٰماً سَلَـٰماً * وَأَصْحَـٰبُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَـٰبُ ٱلْيَمِينِ * فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ * وَفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ * إِنَّآ أَنشَأْنَـٰهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَـٰهُنَّ أَبْكَـٰراً * عُرُباً أَتْرَاباً * لاًّصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ * وَأَصْحَـٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَـٰبُ ٱلشِّمَالِ * فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ * لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ * وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلاٌّوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ ٱلاٌّوَّلِينَ وَٱلاٌّخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ}
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ}. وقوله: ثلة: خبر مبتدأ محذوف، والتقدير، هم ثلة، والثلة الجماعة من الناس، وأصلها القطعة من الشيء وهي الثل، وهو الكسر.
وقال الزمخشري: والثلة من الثل، وهو الكسر، كما أن الأمة من الأم وهو الشبح، كأنها جماعة كسرت من الناس، وقطعت منهم. ا هـ. منه.
واعلم أن الثلة تشمل الجماعة الكثيرة، ومنه قول الشاعر: فجاءت إليهم ثلة خندفية بجيش كتيار من السيل مزيد

لأن قوله: تيار من السيل: يدل على كثرة هذا الجيش المعبر عنه بالثلة.
وقد اختلف أهل العلم في المراد بهذه الثلة من الأولين، وهذا القليل من الآخرين المذكورين هنا، كما اختلفوا في الثلتين المذكورتين في قوله: {ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ}. فقال بعض أهل العلم: كل هؤلاء المذكورين من هذه الأمة، وأن المراد بالأولين منهم الصحابة.
وبعض العلماء يذكر معهم القرون المشهود لهم بالخير في قوله صلى الله عليه وسلم «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم» الحديث. والذين قالوا: هم كلهم من هذه الأمة، قالوا: إنما المراد بالقليل، وثلة من الآخرين، وهم من بعد ذلك إلى قيام الساعة.
وقال بعض العلماء: المراد بالأولين في الموضعين الأمم الماضية قبل هذه الأمة، فالمراد بالآخرين فيهما هو هذه الأمة.
قال مقيده عفا الله عنه، وغفر له: ظاهر القرآن في هذا المقام: أن الأولين في الموضعين من الأمم الماضية، والآخرين فيهما من هذه الأمة، وأن قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِين َوَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ} في السابقين خاصة، وأن قوله: {ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ} في أصحاب اليمين خاصة.
وإنما قلنا: إن هذا هو ظاهر القرآن في الأمور الثلاثة، التي هي شمول الآيات لجميع الأمم، وكون قليل من الآخرين في خصوص السابقين، وكون ثلة من الآخرين في خصوص أصحاب اليمين لأنه واضح من سياق الآيات.
أما شمول الآيات لجميع الأمم فقد دل عليه أول السورة، لأن قوله: {إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ} ـ إلى قوله ـ {فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّا} لا شك أنه لا يخص أمة دون أمة، وأن الجميع مستوون في الأهوال والحساب والجزاء.
فدل ذلك على أن قوله: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَـٰثَةً} عام في جميع أهل المحشر، فظهر أن السابقين وأصحاب اليمين منهم من هو من الأمم السابقة، ومنهم من هو من هذه الأمة.
وعلى هذا، فظاهر القرآن، أن السابقين من الأمم الماضية أكثر من السابقين من هذه الأمة، وأن أصحاب اليمين من الأمم السابقة ليست أكثر من أصحاب اليمين من هذه الأمة، لأنه عبر في السابقين من هذه الأمة بقوله: {وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ} وعبر عن أصحاب اليمين من هذه الأمة {وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ}.
ولا غرابة في هذا، لأن الأمم الماضية أمم كثيرة. وفيها أنبياء كثيرة ورسل، فلا مانع من أن يجتمع من سابقيها من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من سابقي هذه الأمة وحدها.
أما أصحاب اليمين من هذه الأمة فيحتمل أن يكونوا أكثر من أصحاب اليمين من جميع الأمم، لأن الثلة تتناول العدد الكثير، وقد يكون أحد العددين الكثيرين أكثر من الآخر، مع أنهما كلاهما كثير.
ولهذا تعلم أن ما دل عليه ظاهر القرآن واختاره ابن جرير، لا ينافي ما جاء من أن نصف أهل الجنة من هذه الأمة.
فأما كون قوله {وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ} دل ظاهر القرآن على أنه في خصوص السابقين، فلأن الله قال {وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُون َفِى جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} ثم قال تعالى مخبراً عن هؤلاء السابقين المقربين {ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِين َوَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ}.
وأما كون قوله: {وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ} في خصوص أصحاب اليمين، فلأن الله تعالى قال {فَجَعَلْنَـٰهُنَّ أَبْكَـٰراً عُرُباً أَتْرَاباًلاًّصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلاٌّخِرِينَ}، والمعنى هم أي أصحاب اليمين: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، وهذا واضح كما ترى. قوله تعالى: {عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَـٰبِلِينَ}. السرر جمع سرير، وقد بين تعالى: أن سررهم مرفوعة في قوله: في الغاشية {فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ} وقوله تعالى {مَّوْضُونَةٍ} منسوجة بالذهب، وبعضهم يقول بقضبان الذهب مشبكة بالدر والياقوت، وكل نسج أحكم ودوخل بعضه في بعض، تسمية العرب وضنا، وتسمى المنسوج به موضونا ووضينا، ومنه الدرع الموضونة إذا أحكم نسجها ودوخل بعض حلقاتها في بعض.
ومنه قول الأعشى:
ومن نسج داود موضونة تساق مع الحي عيرا فعيرا

وقوله أيضاً:
وبيضاء كالنهى موضونة لها قونس فوق جيب البدن

ومن هذا القبيل تسمية البطان الذي ينسج من السيور، مع إدخال بعضها في بعض وضينا.
ومنه قول الراجز:
ليك تعدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
* مخالفاً دين النصارى دينها *
وهذه السرر المزينة، هي المعبر عنها بالأرائك في قوله {مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلاٌّرَآئِكِ} وقوله: {هُمْ وَأَزْوَٰجُهُمْ فِى ظِلَـٰلٍ عَلَى ٱلاٌّرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ} وقوله في هذه الآية الكريمة {مُّتَّكِئِينَ} حال من الضمير في قوله {عَلَىٰ سُرُرٍ} والتقدير: استقروا على سرر في حال كونهم متكئين عليها.
وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من كونهم على سرر متقابلين، أي ينظر بعضهم إلى وجه بعض، كلهم يقابل الآخر بوجهه، جاء موضحاً في آيات أخر كقوله تعالى في الحجر {وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ} وقوله في الصافات {أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُوم ٌفَوَٰكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِى جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيم ِعَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ}. قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ}. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ}. قوله تعالى: {وَكَأْسٍ مِّن مَّعِين ٍلاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ}. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على
قوله تعالى {يَتَنَـٰزَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ} وفي المائدة في الكلام على قوله تعالى {إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ}. قوله تعالى: {وَفَـٰكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ}. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور، في الكلام على قوله تعالى {وَأَمْدَدْنَـٰهُم بِفَـٰكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ}. قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَـٰلِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ}. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى {وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ}، وفي الصافات في الكلام على قوله تعالى {وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ} وفي غير ذلك من المواضع. قوله تعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماًإِلاَّ قِيلاً سَلَـٰماً سَلَـٰم}. قد قدمنا الكلام عليه بإيضاح في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلَـٰماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّا} وتكلمنا هناك على الاستثناء المنقطع وذكرنا شواهده من القرآن وكلام العرب، وبينا كلام أهل العلم في حكمه شرعاً. قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَآءٍ مَّسْكُوب ٍوَفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ}.
أما قوله {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى {وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيل} وأما قوله {وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ} فقد دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى {فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ} وقوله {إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ} وقوله {وَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ}. إلى غير ذلك من الآيات.
والمسكوب اسم مفعول سكب الماء ونحوه إذا صبه بكثرة، والمفسرون يقولون: إن أنهار الجنة تجري في غير أخدود، وأن الماء يصل إليهم أينما كانوا كيف شاءوا، كما قال تعالى {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِير} وأما قوله {وَفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ}: فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى {وَأَمْدَدْنَـٰهُم بِفَـٰكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ}. قوله تعالى: {إِنَّآ أَنشَأْنَـٰهُنَّ إِنشَآءًفَجَعَلْنَـٰهُنَّ أَبْكَـٰراً عُرُباً أَتْرَاباً لاًّصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ}. الضمير في أنشأناهن: قال بعض أهل العلم: هو راجع إلى مذكور، وقال بعض العلماء. هو راجع إلى غير مذكور، إلا أنه دل عليه المقام.
فمن قال إنه راجع إلى مذكور، قال هو راجع إلى قوله {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} قال: لأن المراد بالفرش النساء، والعرب تسمي المرأة لباساً وإزاراً وفراشاً ونعلاً، وعلى هذا فالمراد بالرفع في قوله {مَّرْفُوعَةٍ} رفع المنزلة والمكانة.
ومن قال: إنه راجع إلى غير مذكور، قال: إنه راجع إلى نساء لم يذكرن، ولكن ذكر الفرش دل عليهن. لأنهن يتكئن عليها مع أزواجهن.
وقال بعض العلماء: المراد بهن الحور العين، واستدل من قال ذلك بقوله {إِنَّآ أَنشَأْنَـٰهُنَّ إِنشَآءً} لأن الإنشاء هو الاختراع والابتداع.
وقالت جماعة من أهل العلم: أن المراد بهن بنات آدم التي كن في الدنيا عجائز شمطاً رمصاً، وجاءت في ذلك آثار مرفوعة عنه صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا القول: فمعنى أنشأناهن إنشاء أي خلقناهن خلقاً جديداً.
وقوله تعالى {فَجَعَلْنَـٰهُنَّ} أي فصيرناهن أبكاراً، وهو جمع بكر، وهو ضد الثيب.
وقوله {عُرُب} قرأه عامة القراء السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم {عُرُب} بضم العين والراء، وقرأ حمزة وشعبة {عُرُب} بسكون الراء، وهي لغة تميم، ومعنى القراءتين واحد، وهو جمع عروب، وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل، وهذا هو قول الجمهور. وهو الصواب إن شاء الله.
ومنه قول لبيد:
وفي الخباء عروب غير فاحشة ريا الروادف يعشى دونها البصر

وقوله تعالى: {أَتْرَاب} جمع ترب بكسر التاء، والترب اللذة. وإيضاحه أن ترب الإنسان ما ولد معه في وقت واحد، ومعناه في الآية: أن نساء أهل الجنة على سن واحدة ليس فيهن شابة وعجوز، ولكنهن كلهن على سن واحدة في غاية الشباب.
وبعض العلماء يقول: إنهن ينشأن مستويات في السن على قدر بنات ثلاثة وثلاثين سنة، وجاءت بذلك آثار مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكون الأتراب بمعنى المستويات في السن مشهور في كلام العرب.
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة: أبرزوها مثل المهاة تهادى بين خمس كواعب أتراب

وهذه الأوصاف الثلاثة التي تضمنتها هذه الآية الكريمة من صفات نساء أهل الجنة، جاءت موضحة في آيات أخر.
أما كونهن يوم القيامة أبكاراً، فقد أوضحه في سورة الرحمن في قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ} في الموضعين لأن قوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ} نص في عدم زوال بكارتهن، وأما كونهن عرباً أي متحببات إلى أزواجهن، فقد دل عليه قوله في الصافات: {وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ} لأن معناه أنهن قاصرات العيون على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم لشدة محبتهن لهم واقتناعهن بهم، كما قدمنا إيضاحه، ولا شك أن المرأة التي لا ينظر إلى غير زوجها متحببة إليه حسنة التبعل معه.
وقوله في صۤ: {وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ}، وقوله في الرحمٰن: {فِيهِنَّ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ}، وأما كونهن أتراباً فقد بينه تعالى في قوله في آية صۤ هذه، {وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ}، وفي سورة النبأ في قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاًحَدَآئِقَ وَأَعْنَـٰباًوَكَوَاعِبَ أَتْرَاب}.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {لاًّصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ} يتعلق بقوله: {إِنَّآ أَنشَأْنَـٰهُنَّ}، وقوله {فَجَعَلْنَـٰهُنَّ} أي: أنشأناهن وصيرناهن أبكارا لأصحاب اليمين. قوله تعالى: {وَأَصْحَـٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَـٰبُ ٱلشِّمَالِ فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ}. قد قدمنا معنى أصحاب الشمال في هذه السورة الكريمة، وأوضحنا معنى السموم في الآيات القرآنية التي يذكر فيها في سورة الطور، في الكلام على قوله تعالى {فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَـٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ}.
وقد قدمنا صفات ظل أهل النار وظل أهل الجنة في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى {وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيل} وبينا هناك أن صفات ظل أهل النار هي المذكورة في قوله هنا {وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ} وقوله في المرسلات {ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِى ثَلَـٰثِ شُعَبٍ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِى مِنَ ٱللَّهَبِ}.
وقوله: {مِّن يَحْمُومٍ} أي من دخان أسود شديد السواد ووزن اليحموم يفعول، وأصله من الحمم وهو الفحم، وقيل: من الحم، وهو الشحم المسود لاحتراقه بالنار. قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ}. قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِىۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِين َفَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَ}.
قوله تعالى: {وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}. لما ذكر جل وعلا ما أعد لأصحاب الشمال من العذاب، بين بعض أسبابه، فذكر منها أنهم كانوا قبل ذلك في دار الدنيا مترفين أي متنعمين، وقد قدمنا أن القرآن دل على أن الإتراف والتنعم والسرور في الدنيا من أسباب العذاب يوم القيامة، لأن صاحبه معرض عن الله لا يؤمن به ولا برسله، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة، وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَىٰ سَعِيراًإِنَّهُ كَانَ فِىۤ أَهْلِهِ مَسْرُور}، وقد أوضحنا هذا في الكلام على آية الطور المذكورة آنفاً.
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من كون إنكار البعث سبباً لدخول النار، لأن قوله تعالى لما ذكر أنهم في سموم وحميم وظل من يحموم، بين أن من أسباب ذلك أنهم قالوا {أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰم} جاء موضحاً في آيات كثيرة كقوله تعالى {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلاٌّغْلَـٰلُ فِىۤ أَعْنَـٰقِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدونَ}.
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِير}، وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من إنكارهم بعث آبائهم الأولين في قوله {أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلاٌّوَّلُونَ} وأنه تعالى بين لهم أنه يبعث الأولين والآخرين في قوله، {قُلْ إِنَّ ٱلاٌّوَّلِينَ وَٱلاٌّخِرِين َلَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} جاء موضحاً في غير هذا الموضع، فبينا فيه أن البعث الذي أنكروا، سيتحقق في حال كونهم أذلاء صاغرين، وذلك في قوله تعالى في الصافات {وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌأَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلاٌّوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَٰخِرُونَ فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وَٰحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ}. وقوله: {أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلاٌّوَّلُونَ}، قرأه عامة القراء السبعة، غير ابن عامر وقالون عن نافع: {أَوَ ءَابَآؤُنَا} بفتح الواو على الاستفهام والعطف، وقد قدمنا مراراً أن همزة الاستفهام إذا جاءت بعدها أداة عطف كالواو والفاء، وثم نحو {أَوَ ءَابَآؤُنَا} أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ} {} {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ}، أن في ذلك وجهين لعلماء العربية والمفسرين الأول، منهما أن أداة العطف عاطفة للجملة المصدرة بالاستفهام على ما قبلها، وهمزة الاستفهام متأخرة رتبة عن حرف العطف، ولكنها قدمت عليه لفظاً لا معنى لأن الأصل في الاستفهام التصدير به كما هو معلوم في محله.
والمعنى على هذا واضح وهو أنهم أنكروا بعثهم أنفسهم بأداة الإنكار التي هي الهمزة، وعطفوا على ذلك بالواو إنكارهم بعث آبائهم الأولين، بأداة الإنكار التي هي الهمزة المقدمة عن محلها لفظاً لا رتبة، وهذا القول هو قول الأقدمين من علماء العربية، واختاره أبو حيان في البحر المحيط وابن هشام في مغني اللبيب،
وهو الذي صرنا نميل إليه أخيراً بعد أن كنا نميل إلى غيره. الوجه الثاني: هو أن همزة الاستفهام في محلها الأصلي، وأنها متعلقة بجملة محذوفة، والجملة المصدرية بالاستفهام معطوفة على المحذوفة بحرف العطف الذي بعد الهمزة، وهذا الوجه يميل إليه الزمخشري في أكثر المواضع من كشافه، وربما مال إلى غيره.
وعلى هذا القول، فالتقدير: أمبعوثون نحن وآباؤنا الأولون؟ وما ذكره الزمخشري هنا من أن قوله: {ءَابَآؤُنَا} معطوف على واو الرفع في قوله: {لَمَبْعُوثُونَ}، وأنه ساغ العطف على ضمير رفع متصل من غير توكيد بالضمير المنفصل لأجل الفصل بالهمزة لا يصح، وقد رده عليه أبو حيان وابن هشام وغيرهما.
وهذا الوجه الأخير مال إليه ابن مالك في الخلاصة في قوله: وحذف متبوع بداهنا استبح وعطفك الفعل على الفعل يصح

وقرأ هذا الحرف قالون وابن عامر أو آباؤنا بسكون الواو، والذي يظهر لي على قراءتهما أو بمعنى الواو العاطفة، وأن قوله: {ءَابَآؤُنَا}، معطوف على محل المنصوب الذي هو اسم إن، لأن عطف المرفوع على منصوب إن بعد ذكر خبرها جائز بلا نزاع، لأن اسمها وإن كان منصوباً فأصله الرفع لأنه مبتدأ في الأصل، كما قال ابن مالك في الخلاصة: وجائز رفعك معطوفاً على منصوب إن بعد أن تستكملا

وإنما قلنا إن أو بمعنى الواو، لأن إتيانها بمعنى الواو معروف في القرآن وفي كلام العرب، فمنه في القرآن: {فَٱلْمُلْقِيَـٰتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ نُذْرا} لأن الذكر الملقى للعذر، والنذر معاً لا لأحدهما، لأن المعنى أنها أتت الذكر إعذاراً وإنذاراً، وقوله تعالى: {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُور} أي ولا كفوراً، وهو كثير في كلام العرب، ومنه قول عمرو بن معد يكرب: قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ما بين ملجم مهرة أو سافع

فالمعنى ما بين الملجم مهره وسافع: أي آخذ بناصيته ليلجمه، وقول نابغة ذبيان: قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا لى حمامتنا أو نصفه فقد
فحسبوه فألفوه كما زعمت ستا وستين لم تنقص ولم تزد

فقوله: أو نصفه بمعنى ونصفه كما هو ظاهر من معنى البيتين المذكورين، لأن مرادها أنها تمنت أن يكون الحمام المار بها هو ونصفه معه لها مع حمامتها التي معها، ليكون الجميع مائة حمامة، فوجدوه ستاً وستين ونصفها ثلاث وثلاثون، فيكون المجموع تسعاً وتسعين، والمروي في ذلك عنها أنها قالت:
ليت الحمام ليه إلى حمامتيه
ونصفه قديه تم الحمام مايه

وقول توبة بن الحمير:
قد زعمت ليلى بأني فاجر لنفسي تقاها أو عليها فجورها

وقوله تعالى: {أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} جمع عامة القراء على ثبات همزة الاستفهام في قوله: {أَءِذَا مِتْنَا} وأثبتها أيضاً عامة السبعة غير نافع والكسائي في قوله:
{أَءِنَّا} وقرأه نافع والكسائي {أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}، بهمزة واحدة مكسورة على الخبر، كما عقده صاحب الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع بقوله: فصل واستفهام إن تكررا فصير الثاني منه خبرا
واعكسه في النمل وفوق الروم إلخ .... ....

والقراءات في الهمزتين في {أَءِذَا} و {أَءنَّا} معروفة، فنافع يسهل الهمزة الثانية بين بين. ورواية قالون عنه هي إدخال ألف بين الهمزتين الأولى المحققة والثانية المسهلة.
ورواية قالون هذه عن نافع بالتسهيل والإدخال مطابقة لقراءة أبي عمرو، فأبو عمرو وقالون عن نافع يسهلان ويدخلان، ورواية ورش عن نافع هي تسهيل الأخيرة منهما بين بين من غير إدخال ألف. وهذه هي قراءة ابن كثير وورش فابن كثير وورش يسهلان ولا يدخلان.
وقرأ هشام عن ابن عامر بتحقيق الهمزتين، وبينهما ألف الإدخال.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان عن ابن عامر بتحقيق الهمزتين من غير ألف الإدخال، هذه هي القراءات الصحيحة، في مثل {أَءذَا} و {أَءِنَّا} ونحو ذلك في القرآن.
تنبيه
اعلم وفقني الله وإياك أن ما جرى في الأقطار الافريقية من إبدال الأخيرة من هذه الهمزة المذكورة وأمثالها في القرآن هاء خالصة من أشنع المنكر وأعظم الباطل، وهو انتهاك لحرمة القرآن العظيم، وتعد لحدود الله، ولا يعذر فيه إلا الجاهل الذي لا يدري، الذي يظن أن القراءة بالهاء الخالصة صحيحة، وإنما قلنا هذا لأن إبدال الهمزة فيما ذكر هاء خالصة لم يروه أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل عليه به جبريل ألبتة، ولم يرو عن صحابي ولم يقرأ به أحد من القراء، ولا يجوز بحال من الأحوال، فالتجرؤ على الله بزيادة حرف في كتابه، وهو هذه الهاء التي لم ينزل بها الملك من السماء ألبتة، هو كما ترى، وكون اللغة العربية قد سمع فيها إبدال الهمزة هاء لا يسوغ التجرؤ على الله بإدخال حرف في كتابه. لم يأذن بإدخاله الله ولا رسوله.
ودعوى أن العمل جرى بالقراءة بالهاء لا يعول عليها، لأن جريان العمل بالباطل باطل، ولا أسوة في الباطل بإجماع المسلمين، وإنما الأسوة في الحق، والقراءة سنة متبعة مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا خلاف فيه.
وقوله تعالى: {مِتْنَا}، وقرأه ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وشعبة عن عاصم متنا بضم الميم وقرأه نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم {مِتْنَ} بكسر الميم، وقد قدمنا مسوغ كسر الميم لغة في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {يٰلَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا}. قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ ٱلاٌّوَّلِينَ وَٱلاٌّخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ}. لما أنكر الكفار بعثهم وآباءهم الأولين في الآية المتقدمة، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم خبراً مؤكداً بأن الأولين والآخرين كلهم مجموعون يوم القيامة للحساب والجزاء بعد بعثهم.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من بعث الأولين والآخرين وجمعهم يوم القيامة جاء موضحاً في آيات كثيرة كقوله: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ}، وقوله تعالى: {ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ} وقوله تعالى: {رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ}، وقوله تعالى: {ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ} وقوله تعالى: {هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَـٰكُمْ وَٱلاٌّوَّلِينَ}، وقوله تعالى: {وَحَشَرْنَـٰهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَد}.
وقد قدمنا هذا موضحاً في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: {وَحَفِظْنَـٰهَا مِن كُلِّ شَيْطَـٰنٍ رَّجِيمٍ}.