معنى كلمة مثوى في القرآن الكريم وهل هي خاصة بأهل النار

معنى كلمة مثوى في القرآن الكريم وما هو المثوى و الفرق بينه وبين المأوى وهل صحيح أن هذه الكلمة خاصة بأهل النار

معنى كلمة مثوى في القرآن الكريم وهل هي خاصة بأهل النار

معنى كلمة مثوى:

المثوى في اللغة : تشمل معاني السكن والمنزل و الإقامة الطويلة, ثوى بالمكان وفيه يثوى ثواء وثويا وأثوى به، أى أطال الإقامة والنزول فيه، وأَثْوَى بالمكان : أقام به واستقرّ, يقال: ثوى فلان بالمكان إذا أقام به إقامة دائمة.

الفرق بين المثوى والمأوى

 قال الله تعالى: (وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)
والمأوى: اسم مكان من أوى يأوى.
وهو المكان الذي يرجع إليه الشخص ويعود إليه.
والمثوى: اسم مكان- أيضا- يقال: ثوى بالمكان وفيه يثوى ثواء وثويا وأثوى به، أى أطال الإقامة والنزول فيه.
والمعنى: أن هؤلاء الكافرين سيلقى الله- تعالى- الرعب والفزع في قلوبهم حتى لا يتجاسروا على المؤمنين، هذا في الدنيا، أما في الآخرة، فالمكان الذي يأوون إليه ويستقرون فيه هو النار، لا مأوى لهم غيرها، وبئس هذه النار موضع إقامة دائمة لهم.
وقد أظهر- سبحانه- الاسم في موضع الإضمار فلم يقل: وبئس النار مثواهم، بل قال:وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ: للإشارة إلى أن هذا المآل الأليم إنما هو جزاء عادل لهم بسبب ظلمهم إذ هم الذين ظلموا أنفسهم فأضلوها وصدوها عن الحق فكانت نهايتهم تلك النهاية المهينة، «وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون» .
وفي جعل هذه النار مثواهم بعد جعلها مأواهم إشارة إلى خلودهم فيها، فإن المثوى مكان الإقامة المنبئة عن المكث، وأما المأوى فهو المكان الذي يأوى إليه الإنسان.
وقدم المأوى على المثوى لأن هذا هو الترتيب الوجودي في الخارج، لأن الإنسان يأوى إلى المكان ثم يثوى فيه.

هل كلمة مثوى خاصة باهل النار

الرد العلمي على الرسالة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي و الواتس آب عن معنى كلمة مثوي و أنها خاصة بأصحاب الجحيم

هذا الرسالة فيها شقين :
*- الشق الاول : أن كلمة ( مثوى ، ومثواه ) وردت لاهل النار فقط ولم ترد لاهل الجنة*
هذا الكلام غير صحيح :
1- فالمثوى في اللغة : المنزل ، وأَثْوَى بالمكان : أقام به واستقرّ
واستعمالها في القرآن في بعض الايات للكافرين معناه : الاقامة والاستقرار ، مَثوًى للمتكبّرين : مَأوًى و مُقامٌ لهم
وفي الحديث :

عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال : { هَيْتَ لَكَ } . قال : وإنما نَقرَؤها كما عُلِّمْناها . { مَثْواهُ } : مُقامُه . ( صحيح البخاري )

2- كلام عدم ورودها في القران الا مع الكافرين غير صحيح :
قال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ) سورة يوسف 21
قال تعالى : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) يوسف 23
قال تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) محمد 19

*- الشق الثاني : فتوى الشيخ الالباني أن قول ( مثواه الاخير ) كفر لفظي على الاقل*
قال الالباني : هذه كلمة كفر كلمة زندقة فالمثوى الأخير ليس القبر إنما جنة أو نار
قال ابن عثيمين : إن هذه الكلمة .. غلط كبير ومدلولها كفر بالله عزوجل وكفر باليوم الآخر لأنك إذا جعلت القبر هو المثوى الأخير فهذا يعني أنه ليس بعده شىء وهذا كفر بالبعث. *والذي يرى أن القبر هو المثوى الأخير وليس بعده مثوى كافر,والمثوى الأخير إما جنة وإما نار*

النتيجة : نعم ، من يعتقد أن القبر هو المثوى الاخير فهو كافر ، لانه كفر بالبعث بعد الموت

ولكن .....
ماذا لو كان قصد قائلها ( ومعظم الناس يقولها هكذا ) : مثواه الاخير في الدنيا ؟؟!!
أليست الجملة صحيحة ؟ فالقبر و آخر مقام ( مثوى ) للعبد في الدنيا
فالاعمال بالنيات

3- ما الفائدة من هذا الموضوع سوى ( التنطع ) ، والبحث عن دراخيش وأبواب للحكم عل الناس بالكفر ؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هلك المتنطعون - قالها ثلاثا )

وقال الشيخ ابن باز مجيبا على سؤال:

ما حكم قولهم في التعزية: "انتقل إلى مثواه الأخير"؟

 لا أعلم في هذا بأسًا؛ لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا، وهي كلمة عامية؛ أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين.

والله تعالى اعلم