سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

شرح معنى حديث: «قد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته»

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

حديث سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

  1. عن جويرية رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ". أخرجه مسلم
  2. وعن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند جويرية، وكان اسمها برة، فحول اسمها، فخرج وهي في مصلاها ورجع وهي في مصلاها، فقال: «لم تزالي في مصلاك هذا؟»، قالت: نعم، قال: «قد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» رواه ابو داوود

تخريج الحديث:

إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2726)، وابو داوود (1503)، وابن ماجه (3808)، والترمذي (3871) والنسائي في  "الكبرى" (1277) , وهو في "مسند أحمد" (2334)، و"صحيح ابن حبان " (828).

شرح كلمات الحديث

  • (في مسجدها) أي موضع صلاتها.
  • ( لوزنتهن ) ‏ ‏: أي لترجحت تلك الكلمات على جميع أذكارك وزادت عليهن في الأجر والثواب , يقال وازنه فوزنه إذا غلب عليه وزاد في الوزن ‏
  • ‏( سبحان الله وبحمده ) ‏ ‏: أي بحمده أحمده ‏
  • ‏( عدد خلقه ) ‏ ‏:  أي بعدد كل واحد من مخلوقاته. 
  • ‏( ورضاء نفسه ) ‏ ‏: أي أقول له التسبيح والتحميد بقدر ما يرضيه خالصا مخلصا له , فالمراد بالنفس ذاته , والمعنى ابتغاء وجهه ‏
  • ‏( وزنة عرشه ) ‏ ‏: أي أسبحه وأحمده بثقل عرشه أو بمقدار عرشه ‏
  • ‏( ومداد كلماته ) ‏ ‏: المداد مصدر مثل المدد وهو الزيادة والكثرة أي بمقدار ما يساويها في الكثرة بمعيار أو كيل أو وزن أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل , وكلماته تعالى هو كلامه وصفته لا تعد ولا تنحصر فإذا المراد المجاز مبالغة في الكثرة لأنه ذكر أولا ما يحصره العدد الكثير من عدد الخلق ثم ارتقى إلى ما هو أعظم منه أي ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله

المعنى الإجمالي للحديث

تخبر أم المؤمنين جويرية -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها حين صلى الصبح ثم رجع ضحى، فوجدها تذكر الله -تعالى-، فأخبرها أنه قال بعدها أربع كلمات لو قوبلت بما قالته لساوتهن في الأجر، أو لرجحت عليهن في الوزن، ثم بينها -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" أي تسبيحًا كثيرًا يبلغ عدد خلقه، ولا يعلم عددهم إلا الله، وتسبيحًا عظيمًا يرضيه سبحانه، وتسبيحًا ثقيلًا بزنة العرش لو كان محسوسًا، وتسبيحًا مستمرًا دائمًا لا ينفد.

فوائد مستفادة من حديث سبحان الله و بحمده عدد خلقه

  1. أن اللفظ القليل قد يغني عن اللفظ الكثير .
  2. أن الكلام يتفاضل فبعضه أفضل من بعض .
  3. ينبغي للإنسان أن يكثر من هذا الذكر .
  4. إثبات صفة الرضا لله -عز وجل- .
  5. إطلاق النفس على الله -تبارك وتعالى-، وليست النفس صفة زائدة على الذات، بل هي الذات .
  6. أن العرش له جرم وثقل .
  7. كلمات الله لا حصر لها .
  8. أن الله -سبحانه- يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء، هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة .

رواية الترمذي للحديث:

عن جويرية بنت الحارث، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي في مسجدها ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بها قريبا من نصف النهار، فقال لها: «ما زلت على حالك» فقالت: نعم، قال: " ألا أعلمك كلمات تقولينها: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته ". هذا حديث حسن صحيح

شرح المباركفوري للحديث

  • ( عن جويرية ) ‏ ‏بالتصغير ‏ ‏
  • ( بنت الحارث ) ‏ ‏بن أبي ضرار الخزاعية من بني المصطلق أم المؤمنين كان اسمها برة فغيرها النبي صلى الله عليه وسلم وسباها في غزوة المريسيع ثم تزوجها وماتت سنة خمسين على الصحيح. ‏
  • ( وهي في مسجدها ) ‏ ‏بفتح الجيم ويكسر أي موضع سجودها للصلاة ‏
  • ‏( ما زلت ) ‏ ‏بكسر التاء ‏ ‏
  • ( على حالك ) ‏ ‏أي على الحال التي فارقتك عليها ‏ ‏
  • ( عدد خلقه ) ‏ ‏منصوب على نزع الخافض أي بعدد كل واحد من مخلوقاته. وقال السيوطي نصب على الظرف أي قدر عدد خلقه ‏
  • ‏( سبحان الله رضا نفسه ) ‏ ‏أي أسبحه قدر ما يرضاه ‏ ‏
  • ( سبحان الله زنة عرشه ) ‏ ‏أي أسبحه بمقدار وزن عرشه ولا يعلم وزنه إلا الله تبارك وتعالى ‏ ‏
  • ( سبحان الله مداد كلماته ) ‏ ‏بكسر الميم أي مثل عددها وقيل قدر ما يوازيها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير , وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإنما يدخل في العدد , والمداد مصدر كالمدد يقال مددت الشيء مدا ومدادا وهو ما يكثر به ويزاد كذا في النهاية. والحديث دليل على فضل هذه الكلمات وأن قائلها يدرك فضيلة تكرار القول بالعدد المذكور ولا يتجه أن يقال إن مشقة من قال هكذا أخف من مشقة من كرر لفظ الذكر حتى يبلغ إلى مثل ذلك العدد فإن هذا باب منحه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعباد الله وأرشدهم ودلهم عليه تخفيفا لهم وتكثيرا لأجورهم من دون تعب ولا نصب فلله الحمد.
  • ‏ ‏قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ‏ ‏وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه. ‏