الكلام عن الناس بالسوء الغيبة

لا تتكلموا بالسوء عن الناس في غيبتهم فمن فعل ذلك فريحه منتنة وأكل من لحم أخيه ميتا:
عرف رسول الله الغيبة بقوله: الغيبة ذكرك أخاك بما يكرهه.رواه مسلم(٢٥٨٩).
وقد ذم الله تعالي من يتكلم في عرض أخيه بالسوء في غيبته فقال تعالي:( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)( الحجرات ١٢) فكلامك عن أخيك بالسوء غيبة كما في الحديث: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته.رواه مسلم(٨/٢١).
وحذر النبي صلي الله عليه وسلم من الغيبة والخوض في عرض الناس فقال: كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه.رواه مسلم( ٢٥٦٤).
وقال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته.رواه أبوداود( ٤٨٨٠) وسنده صحيح.


وعن جابر قال: كنا عند رسول الله فهبت ريح منتنة فقال رسول الله: أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين.رواه أحمد( ٣/٣٥١) وحسنه الألباني في غاية المرام( ٤٢٩). 
واغتاب رجل رجلا بعدما مشي من عند رسول الله فقال له رسول الله : تخلل فقال: ومم أتخلل؟ وما أكلت لحما! قال: إنك أكلت لحم أخيك.رواه الطبراني في المعجم الكبير(٣/٦٣)وصححه الألباني في غاية المرام( ٤٢٨).
وعلي المسلم ألا يشارك المغتاب في فعله لا بالكلام ولا بالموافقة علي كلامه لأنه سيشاركه في الإثم بل عليه الرد عن عرض أخيه والدفاع عنه ففي الحديث: من ذب( دافع) عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا علي الله أن يعتقه من النار.رواه أحمد( ٦/٤٦١) وصححه الألباني في غاية المرام(٤٣١). وفي رواية : رد الله عن وجهه النار يوم القيامة.( صحيح سنن الترمذي ١٥٧٥)وحسنه في غاية المرام(٤٣٢). 
وفي الحديث: ما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتهك فيه عرضه ويستحل حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصره وما من امرئ خذل مسلما في موطن تنتهك فيه حرمته إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته.رواه أبوداود( ٤٨٨٤) وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٥٦٩٠).
وليس من الغيبة: التظلم وهو رفع شكوي للقاضي لينصفك من ظالمك وليس منها: الاستفتاء بأن تسأل الشيخ عن حكم من آذاك مثلا وليس منها : التحذير من أهل الفسق والشر والنصب علي الناس وليس منها: ذكرك إنسانا بلقب كالأعمش والأعرج مثلا لضرورة التعريف به لأنه مشهور بهذا اللقب وصار لا يكرهه صاحبه .
فإذا لم يمكن التوصل إلي غرض صحيح في الشرع إلا بذكر مساوئ الغير فإنه يرخص فيه ولا إثم كالحالات المذكورة.
وليس للغيبة كفارة إلا التوبة والاستغفار.

منقول عن د. ابراهيم أبو شادي