مراحل تنقيط المصحف الشريف

مراحل تنقيط المصحف الشريف

*.* ( المَنشور الظَّريف .. في مَراحل تنقيطِ المُصحف الشَّريف )*.*

لأن مسألة ضبط المصحف شائكة عند الكثير ، ومن أوّل من ضبط ومن أوّل من نقّط ومن ومن ..
فهذا ملخصٌّ سهلٌ لمراحل كتابة المصحف وضبطه بشكل عملي ( بخطّي ) ، نافع إن شاء الله ..

المرحلة الأولى : (( المصحف العثماني )) --> عثمان بن عفّان .. 
رسموا الحروف مجرّدة عن النقط والتشكيل لتحتمل كلّ ما صحّ نقله ،
والتنصيص على تجريد الصحابة للتنقيط دلالة على معرفتهم إيّاه لا كما يُظَنّ ..
وفي هذا كلامٌ يطولُ شرحه في معرفة العرب - من قبل البعثة - واستخدامهم للنُّقط ..
ولعلّي أفرّغه في منشور مستقل إن أذن الله لي بذلك وسمح لي الوقت ..

المرحلة الثانية : (( تنقيط الإعراب )) --> أبو الأسود الدؤلي ..
وضع النقط على أواخر الكلم فقط دون بقية حروفها تنبيهاً على حركتها ،
فكانت الفتحة نقطةً أعلى الحرف ، والكسرة أسفله ، والضمّة بجواره ،
وأما الإسكان فجعل علامته عدم العلامة : لأنه عدم الحركة ..
وأما التنوين فنقطتان متتابعتان إن كان مُدغماً ، ورأسيتان إن كان مُظهراً ..
وجُعِلَ لونُ تلك النقاط مخالفاً للون مدادِ المصحف الشريف ..

المرحلة الثالثة : (( تنقيط الإعجام )) --> نصر بن عاصم ..
أبقى نقط أبي الأسود الدؤلي على حالها ، وأضاف النقاط للحروف كنحو ( ب ، ت ، ث ) ..
وجعل نقاطها على لون مدادِ المصحف ، وظلّت نقاط الإعراب متباينة ..

المرحلة الرابعة : (( ضبط التشكيل )) --> الخليل بن أحمد الفراهيدي ..
أبقى نقط نصر بن عاصم على حالها ، وغيّر نقط أبي الأسود الدؤلي ،
فجعل الفتحة والضمّة والكسرة بدل النقاط ؛ إشاراتٍ كالتي نعرفها اليوم ،
إلا ما كان من حرف السكون فإنه جعله حرف ( حـ ) صغيرة ..
والمد علامة تُرسم فوق حرفه هكذا ( مد ) بصورة مصغرة قبل أن تصبح اليوم ( ~ ) ..
والصلة علامة تُرسم فوق حرفه هكذا ( صــ ) قبل أن تصبح واواً أو ياءً صغيرة في مصاحفنا ..
وكذا أضاف رسم الهمزة وجعل علامتها المعروفة ( ء ) ..
وجعل كلّ ذلك بلون مداد المصحف تسهيلاً على القارئ كيلا ينشغل بمصطلحات الضبط ..

واللي بدّو يضحك ع خطّي عنجد بدي إزعل \"\":( .. !! 
هذا أحسن خط بقدر أكتبه بحياتي بالمناسبة .. 
والله الموفّق .. ومجرّد فضفضة .. وخلّوا كلامي للــزّكرى ،،
د. ماجد بن حسّان بن وصفي شمسي باشا .. 21/7/2017

 

لم تقتصر همّة المسلمين على حفظ القرآن في صدورهم وحسب ، 
بل امتدت عنايتهم ورعايتهم إلى كتابة المصاحف ورسمها وضبطها ..
فحين وضع الخليفة عثمان بن عفّان المصحفَ الأوّل برسمه عام 25 هـ ؛
لم يقدمْ عام 37هـ في موقعة صفّين حتى كان هناك أكثر من 500 مصحف بين يدي المسلمين .. 
وهي التي رفعوها على الرماح تحكيماً بين جيش علي ومعاوية رضي الله عنهما ..
ومنذ ذلك الحين لا يزال المسلمون يكتبون ويدوّنون في علم رسم المصاحف ؛
من ذلك كتاب " المقنع " للداني والذي نظمه الشاطبي في " العقيلة " ، 
والتي شرحها الزبيدي في " تغريد الجميلة " ، والسخاوي في " الوسيلة " ،
وابن القاصح في " تلخيص الفوائد " ، والإمام علي القاري في " الهبات السنية " ..
ثم كتاب " التنزيل " لسليمان بن نجاح ، و " عنوان الدليل " للمراكشي ، 
و " مورد الظمئان " للخرّاز وشرحه لابن عاشر في " فتح المنان " ..
و كتاب " إرشاد القرّاء والكاتبين " لرضوان المخللاتي ، وغيرهم ..
تحقيقاً لقول الله تعالى : [ إنَّا نحنُ نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون ] حفظاً بالصدور والسطور ...

د. ماجد بن حسّان بن وصفي شمسي باشا .. 8/7/2017م ،،